الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبة الفتاة المناسبة في هذا الزمان

السؤال

السلام عليكم.

قد يبدو الموضوع غريباً، ولكن أرجو أن تفيدوني، جزاكم الله خيراً، أما وقد هداني الله، وأنعم علي، فإني عازم على الإقدام لخطبة فتاة متدينة، ولكن منذ أن حل بأمتنا ما حل بها، فقد عزمت ألا أكون من غثاء السيل، فإني -مثلا- أصبحت أستحي من الله أن أتابع التلفزيون لأتسلى -حتى بقناة إقرأ- وقد أصابنا ما أصابنا، فعدا عن أهلي الذين يرون أني أصبحت غريباً، إني أرى الناس لا يبالون، وقد لا يصحوا حتى وإن هدمت الكعبة، فكيف بتلك الفتاة؟! وكيف أتقدم إليها؟! كيف أقنعها بالاستغناء عن جهاز الدمار وغيره مما يلهي ويقتل القلوب؟ وقد يكون في بالها ما هو عند كل فتاة من أمور الخطبة والعرس وشهر العسل و....؟ أين يجوز لي أن أتفسح؟ وكيف أعمل لكي يكون ولدي-إن رزقني الله- صلاح الدين هذا العصر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس / محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يزيدك غيرة على دينه.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فلا أتصور أن هذا الحل الذي وصلت إليه سيقدم حلاً لقضايا المسلمين التي فاقت الحصر؛ لأن هذه الروح الانهزامية ليست هي المطلوبة، وإنما المطلوب الآن نفس وثابة قوية تتعالى فوق الآلام والجراح، ولا تستسلم لليأس أو الإحباط مهما كان التردي، ومهما عظمت قوة أعداء الإسلام، فنحن بذلك أخي المهندس محمد كأننا بهذه النفس نؤصل الضعف ونرسخه، وهذا ما يريده منا أعداء الإسلام، فكم مرت على هذه الأمة لحظات حالكات أسود من سواد الليل البهيم، فقد الناس فيها الأمل في نصر أو تقدم، وما هي إلا سنوات معدودات حتى قام هذا المارد العملاق من نومه، ونفض عنه غبار السنين والذل والتخلف، واستعاد قوته واحتل صدارةً في جبين الأمم والدول.

فتقدم لإتمام مشروع الزواج، واجعل هدفك أن تضع بذلك لبنة في صرح الإسلام العظيم، وضع يدك في يد زوجتك لإخراج الجيل الصالح الذي يغير الله به وجه التاريخ، وتأكد من أنك ستكون نفعاً للإسلام مما أنت عليه الآن، ولا مانع من متابعة البرامج الهادفة ما دمت تستفيد منها، ولا تضيع وقتك في قضايا تافهة وأطروحات محرمة أو مكروهة، واجعل فسحتك رياضة تتقوى بها على طاعة الله فتؤجر عليها.

وبعدما تتزوج بنية خدمة الإسلام وترزق بالزوجة الصالحة فاتصل بنا نتعارف معك في وضع الأساس لرجال الإسلام القادم بإذن الله، انفض عنك غبار الهزيمة، وقل من أعماق قلبك وبأعلى صوتك: أنا ابن الإسلام الذي لا يعرف الهزيمة، ولا يرضى الذل ولا الهوان، فأنا قوي بالله الواحد الأحد جبار السموات والأرض، وأنا حفيد خير الرجال وعظماء الرجال وسادة الخلائق الذي رفعهم الإسلام من تحت غبار الصحراء إلى عنان السماء، وأدخل بهم حضارات الفرس والروم إلى متاحف التاريخ، وسنضع ذلك مستقبلاً بكل الحضارات الظالمة التي تعبث في الأرض فساداً، وستملأ الدنيا عدلاً ورحمة بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.

عش حياتك تحت مظلة الإسلام، وحدد هدفك، وضع الخطط اللازمة لتنفيذه، وخذ بالأسباب، واترك النتائج على الله، وسله سبحانه القبول، وبذلك ستساهم أعظم مساهمة في إعادة بعث الأمة من جديد، وذلك مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيله فليغرسها)، اعمل لآخر لحظة، وعش بالأمل، وستجد الخير بإذن الله، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً