الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دراسة التخصص غير المرغوب تحت ضغط العائلة.. وأثره في فشل الطالب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا طالب أدرس الطب البيطري، ومشكلتي أن هذا المجال ليس رغبتي، كنت أريد الطب البشري، لكن معدلي لم يؤهلني، وقد حاولت أن أحب هذا المجال لكني لم أستطع، ولا أرغب في الاستمرار به، رغم أن أهلي يضغطون عليّ، ولم أعد أستطع احتمال شيء حتى النوم، ولا أستطيع أن أنام من كثرة التفكير، ودرجاتي في الحضيض، فأشيروا عليّ.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الرغبة في التعليم ونوعية الدراسة هي المحدد الرئيسي؛ لأن الإنسان يستطيع الإنجاز والحصول على الدرجات العليا في مجال التخصص، خاصة في الدراسة الجامعية، كانت أمنيتك أن تدرس الطب البشري، ولكن المعدل لم يؤهلك لذلك، ومن ثم انضممت إلى الطب البيطري، ولم تستطع أن تتواءم أو تتواكب مع هذه الدراسة، والآن أنت تريد تركها ولكنَّ الأهل يصرون عليك أن تستمر فيها.

الذي أراه في مثل هذه الحالات هي أن رغبتك يجب أن تُلبى، وهي أن لا تستمر في دارسة الطب البيطري.. وأعرف أن القرار ليس سهلاً، وأعرف أن القرار قد يشكل لك الكثير من عدم الاستقرار، خاصة إذا كنت قد قضيت وقتاً ليس بالقصير في دراسة الطب البيطري، لكن إذا لم تكن لك الرغبة أو لم تستطع أن تبني رغبة ودافعية من أجل هذه الدراسة، أعتقد أنه من الصعب أن تستطيع أن تجني ثمار الجهد الذي من المفترض أن تبذله، هذه وجهة نظر، وليس من الضروري أن تكون صحيحة.

إذن تحدث مع أهلك وحاول إقناعهم أنك لن تستطيع أن تنجز في هذا المجال، وتريد أن تتحول إلى تخصص آخر، والذي أنصحك به في مثل هذه الحالة هو: إما أن تذهب وتدرس الطب البشري في جامعة خاصة مثلاً إذا كان الوضع المالي يسمح لك بذلك؛ لأن الجامعات الخاصة قد لا تطلب معدلات عالية أو إذا لم يتحقق لك ذلك عليك أن تذهب لدراسة مجال جديد آخر، وتبتعد عن العلوم الطبية، بمعنى أن لا تدرس أيّا من العلوم الطبية، كالصيدلة والمختبرات والأشعة وخلافه؛ لأن ذلك في يوم من الأيام قد يُشعرك أيضاً بشعور النقص والدونية؛ حيث إنك لم تدرس الطب البشري.

هذا هو الذي أراه، وهذا هو الذي أنصح به، ولا شك أنك مطالب أن تستعين بالاستخارة، أنت مطالب بذلك، وخذ هذا الأمر على محمل الجد - أي أمر الاستخارة - وتشاور مع أهلك، ويجب أن تحضر البدائل، البديل الحقيقي قبل أن تترك دارسة الطب البيطري.

ولابد لك أيضاً أن تضع في الاعتبار هل سوف تندم إذا تركت دراسة الطب البيطري؟ هل سوف تدخل إلى المجال الجديد برغبة؟ هل لديك فعلاً عوامل النجاح والاستمرارية؟

هذه كلها أسئلة يجب أن تسألها نفسك، وبالطبع أنت أدرى لأن تقيم نفسك، وإذا وجدت إجابات منطقية لهذه الأسئلة فهنا كما ذكرت لك من وجهة نظري الخاصة: تغيير التخصص سوف يكون هو الأفضل أو دراسة الطب البشري في أحد الجامعات الخاصة أو الأهلية، وهي كثيرة الآن حول العالم، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً