الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بفتاة على علاقة بها منذ مدة تجوز

السؤال


تعرفت على فتاة وهي أصغر مني أحببتها وأحبتني وما زلنا مرتبطين ببعض ارتباطاً عاطفياً، ولكن حصل بيننا اشتياق بمعنى أننا نمنا مع بعض ولكن من فترة قطعنا هذا الأمر حتى لا تحصل مشاكل وهي ما زالت عذراء، ولم أتجاوز حدودي وأنا نائم معها، وللعلم نحن أعطينا بعضنا فرصة سنتين حتى يكون الارتباط رسمياً وتكمل دراستها، وفي نفس الوقت لها أخوات أكبر منها لم يرتبطن.

السؤال: هل يجوز لي أن أتزوجها بعد الذي حصل بيننا أم لا؟ وهل الدين يحرمها علي بعد الذي حصل بيننا؟ وهل هناك كفارة للذي حصل؟ أطلب المشورة من أهل العلم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما حصل كبير وكبير، ولا كفارة له إلا بتوبة نصوح، ولا بد من الابتعاد عنها وعن غيرها، فإذا تبت إلى الله ورجعت وصدقت في عودتك إلى الله وصدقت في توبتها، وطرقت باب أهلها فلا مانع من الزواج منها، مع ضرورة أن يحدث في نفسك اطمئنان وتجد في نفسها ارتياحا، ولن يحدث ذلك إلا بعد صدق التوبة؛ لأن الشيطان الذي جمعكما على المخالفات سوف يأتي ليغرس الشكوك والظنون.

وأرجو أن تدرك خطورة ما حصل، وأعلم أن صيانتنا لأعراضنا تبدأ من صيانتنا لأعراض الآخرين، فاتق الله في نفسك وفي أعراض الناس.

وأرجو أن لا تؤسس أي علاقة عاطفية إلا بعد مشاورة أهلك، ثم التأكد من موافقة أهل الفتاة، واعلم بأن هذا الدين لا يقبل بأي علاقة تحصل في الخفاء، ولا يرتضي علاقة لا تنتهي بالزواج الشرعي، والعلاقة المذكورة لم تكن صحيحة بكل المقاييس، فإنها مجرد وعد بالنكاح لا يبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، واعلم بأن الحب الشرعي الحقيقي الحلال هو ما يحصل بعد الرباط الشرعي ويزداد بالتعاون على البر والتقوى ثباتاً وسداداً.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم المسارعة بالتوبة النصوح، وتذكر أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، والله سبحانه يستر على العاصي، فإذا أصر وتمادى فضحه وهتكه وخذله، فأدرك نفسك قبل فوات الأوان.

ونسأل الله لنا ولكم الهداية والثبات عليها، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً