الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خروج المرأة في طلب العلم وفق ضوابط الشرع

السؤال

السلام عليكم.

كلما قرأت كتاباً وجدت أنه يجب على المرأة أن تكتفي بقراءة الكتب في البيت أو تستمع إلى الأشرطة فقط، فهل معنى ذلك أن لا نذهب إلى المدرسة؟ وإذا كانت الفتاة تستطيع الإبداع في أي مجال وتريد من خلاله نشر الخير والتقرب من الله مع وجود الإمكانيات والتزامها باللباس الشرعي فهل تكمل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فلست أدري من الذي قال أن المرأة يجب أن تكتفي بقراءة الكتب وسماع الأشرطة، ومتى كانت علوم الشريعة تؤخذ من الكتب؟ وماذا تفعل إذا لم تفهم ما قرأت وما سمعت؟ ومن الذي يستطيع أن يمنع إماء الله مساجد الله فيخالف بذلك قول سيدنا رسول الله؟

وما أسرع ما نسيت هذه الأمة الصفحات المشرقة من تاريخنا عندما كانت المرأة المسلمة في بيت الله وبين يدي سول الله عليه صلاة الله وسلامه، بل ما أسرع ما نسينا دور العالمات الفاضلات الفقيهات، ألم يدرس الشافعي على سبعة عشر امرأة، وابن تيمية على إحدى وعشرين امرأة، ألا توجد في جامعاتنا عالمات فاضلات فقيهات؟ هل تعلم أولئك النسوة عن طريق الكتب والأشرطة وكيف ستتزكى المرأة المسلمة نفسها إذا حرمت من مجالس العلم الشرعي؟

وكم هو عجيب ما يحدث في ديار المسلمين من مفاهيم وجدنا معها المرأة تزاحم في الأسواق والشواطئ والبر والبحر ويحال بينها وبين حضور مجالس العلم في بيوت الله، ويحال بينها وبين الذهاب إلى مراكز التحفيظ النسائية عند بعض الناس حتى قالت إحداهن: لقد درست الجامعة فلم يمنعني أحد!! ولكني الآن أمنع من الذهاب إلى المحاضرات في مراكز تحفيظ نسائية.

وأرجو أن أقول لك أننا لا نستطيع أن نمنع المرأة من الذهاب إلى بيوت الله إلا إذا لم تلتزم بالحجاب والستر الذي فرضه الله، ولا تستطيع أن نمنعها من الذهاب إلى مجالس العلم الشرعي إلا إذا كان والدها أو زوجها عالم وعلمها في بيته أو أحضر لها عالمة فقيهة تعلمها أحكام الدين الحنيف.

ومن هنا يتضح لنا أن المرأة المسلمة ينبغي أن تلتزم الستر الكامل، ومن حقها أن تشارك في مسيرة الحياة وفق الضوابط الشرعية، والمجتمع المسلم يحتاج طبيبة ومعلمة وداعية حتى لا تضطر إلى مقابلة الرجال، وكل ذلك لا يمكن أن يحدث بالأشرطة والكتب مع أهمية الاستفادة من تراث العلماء المكتوب والمسموع.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تكوني نموذجاً للفتاة الملتزمة بكتابها وحجابها والتي تسعى في نفع أخواتها وأمها، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً