الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التهابات في الفم وصداع ورعشة في الجسم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

ابنتي عمرها (21) عاماً، أصيبت بارتفاع في درجة الحرارة فعرضتها على طبيب فشخّص حالتها باحتقان في الحلق، وأوصى بأخذ زيسروسين 500 وبروفين ولم تتحسن حالتها، وبدأ ظهور تضخم في الغدد الليمفاوية أسفل الأذن وجانب الرقبة، فعرضتها على طبيب أنف وأذن فقال: إنه التهاب في الغدد الليمفاوية، وكتب لها علاجاً هو سيبروباي 500 وأمبيزيم وسيردالود وحقن كتافلام ولم تتحسن.

علماً بأن درجة حرارتها تنخفض قليلاً مع العلاج واستخدام الكمادات، ثم تصل إلى (39.8)، وبعد عشرة أيام من بداية الحرارة ظهر طفح جلدي على وجهها وصدرها، فعرضتها على طبيب متخصص في الحميات فقال بأنها حصبة، وكتب لها علاج أوجمنتين 1جم، وحقن كتافلام كل اثنتي عشرة ساعة لكليهما، وغطّى الطفح الجلدي جسمها كله، وبعد يومين بدأت درجة الحرارة تنخفض، ولكنها تعاني من التهابات في الفم وصداع دائم ورعشة في جسدها دون حرارة، ولديها تورم في وجهها وأطرافها، وتصيبها دوخة، فهل هذه آثار الحصبة؟ وما المضاعفات التي يمكن أن تتركها؟! علماً بأنها خرجت من البيت أثناء ذلك لأداء امتحاناتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الوصف السابق يوحي بأحد ثلاثة أمور سنناقشها أدناه وهي: (الاندفاعات السمية نتيجة الإنتان، والاندفاع الدوائي، والحصبة كما قال الطبيب).

فوجود الحرارة والتهاب الحلق والتهاب أو ضخامة الغدد الليمفاوية كل ذلك يشير إلى المصدر الجرثومي الإنتاني والذي يكون علاجه بالمضادات الحيوية وقد تم ذلك.

كما أن وجود الأدوية المتعددة كالمضادات الحيوية من فصائل مختلفة ومسكنات مختلفة ومرخيات عضلية وغيره مما يوحي بالسبب الدوائي في هذه الصورة السريرية التي لم يتم وصفها بشكل دقيق، علماً بأن الاندفاعات الدوائية يمكن أن تشابه أي مرض جلدي، وقد تكون شديدة إلى درجة الخطورة.

ومن هذه الاندفاعات الدوائية الشديدة ما يسمى بمتلازمة ستيفن جونسن؛ ولذا يرجى مراجعة الاستشارة رقم (279774)، والتي تتحدث عن الحمامي متعددة الأشكال وفي آخرها تناذر أو متلازمة ستيفن جونسون.

وإن الحصبة مرض فيروسي يورث مناعة دائمة، ويصيب الإنسان مرة في العمر، ولا يسبب على الأغلب من تم إعطاؤهم اللقاح الخاص بالحصبة، وهو من الأمراض شبه المنقرضة حالياً، ويتم الإبلاغ عن أي حالة تم تشخيصها، وأظن أن مدة عشرة أيام من الحرارة قبل ظهور الاندفاع متوافقة مع الحصبة.

ونعتقد أن ابنتكم قد أصابها إنتان في الطرق التنفسية العليا، وأدى إلى الحرارة وضخامة الغدد اليمفاوية، وتم علاجها بالعديد من الأدوية التي يرجح أن يكون أحدها هو سبب هذه الاندفاعات التي غطت كامل الجلد، وإن وجود إصابة على الأغشية المخاطية يوحي بستيفن جونسون الذي يستوجب أخذها إلى طبيب أخصائي أمراض جلدية ثقة مشهود له بالكفاءة والأمانة ليتابع حالة التحسس.

علماً بأن هناك احتمالا أن ستيفن جونسون قد يتلو الإنتانات أيضاً وليس الأدوية فقط، وإن الحالة ليست بهذه البساطة بل إن الأمر يحتاج إلى متابعة مع أخصائي، والذي غالباً ما يحتاج في الحالة الحادة أن يجري بعض الاستقصاءات، والتي منها الخزعة الجلدية للوصول إلى التشخيص الأرجح من خلال التغيرات على مستوى البناء النسجي للمرض.

كما أنها بحاجة إلى فحص عام فيزيائي لتقييم الأجهزة، وهي أيضاً بحاجة إلى التحاليل المخبرية الدموية لأخذ فكرة عن الحالة العامة، أيضاً هذه التحاليل تشمل صورة الدم ووظائف الأعضاء والتحاليل المتعلقة بالانتانات والتحسس،
وما يطمئن هو أن تبدأ الحالة بالتحسن ويستمر هذا التحسن، ومع ذلك يفضل أخذ رأي الطبيب الأخصائي لأن الموجودات ليست قليلة وليست خفيفة.

كما يجب أيضاً الاستغناء عن كل الأدوية التي لا ضرورة لها؛ وذلك لمنع حدوث تفاعلات ارتكاسية تحسسية إضافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً