الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في الانفصال عن الزوج بسبب رفضه لخروج الزوجة

السؤال

تم عقدي قبل أربعة أشهر وأنا أنفذ له كل ما يطلبه مني باعتباره زوجي، وأن الله سوف يحاسبني إذا قصرت في حقه، ولكن معاملته معي بدأت تسوء، يصرخ بوجهي ويتلفظ بألفاظ غير لائقة، ويحرجني أمام الناس، ويرفض أن أذهب إلى أي مكان حتى لو كان مشواراً مع والدي، ويحرجني مع الزملاء والزميلات بالمكتب، ويمنعني من حضور أي اجتماع أو أي احتفال للمكتب، لدرجة أني أصبحت معقدة، وينتقدني في أي شيء، ويجبرني أن أترك صديقات عمري.

يمنعني حتى من الدخول إلى السوبر ماركت، حتى إذا خرجت مع والدته يصرخ وأنا أستحمل كل هذا، لكن بصراحة أحس بأني لا أستطيع أن أستحمل هذا الوضع كثيراً، بدأت أحس بأني مخنوقة! فهو لا يتركني أذهب ولا يذهب معي، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا نفضل أن تكون هذه الأشياء بعد الدخول عليك والذهاب إلى بيته، ونقول له أنك اخترت هذه الفتاة بمحض إرادتك لثقتك فيها وميلك إليها، فاحترم مشاعرها، وندعوك إلى احترام غيرته ومشاعره، وحاولي تفادي الذهاب إلى الأماكن التي تشعرين أنه يغار عند ذهابك إليها، وقدوتك في ذلك السيدة أسماء - رضي الله عنها - والتي رفضت أن تركب مع أطهر من مشى على الأرض لأنها تذكرت الزبير وغيرته، فرسمت بذلك المنهاج للصالحات الفاضلات.

وأرجو أن تعلم كل فتاة أن غيرة زوجها دليل على حبه الشديد لها فلا يتصور وجود حب من دون غيره، ولكن الغيرة فيها محمود ومذموم، فالمحمود ما كان في الريبة والمذموم ما كان في غير ريبة لأنها تكون عند ذلك وساوس وشكوك ومرض، وقد نهى الإسلام الرجال عن تتبع زوجاتهم حتى لا ترمى الزوجة البريئة بالتهم لأجل تصرفات زوجها.

ولا شك أن الصورة تتضح إذا عرفنا أسباب غضب الزوج من ذهابك حتى مع والدته، فهل لبسك غير محتشم؟ وهل الأماكن التي تذهبين إليها فيها أشرار؟ ولماذا لا يذهب معك؟ ولماذا لا يكمل مراسيم الدخول؟ لأننا لا نؤيد كثرة التعليمات في هذه المرحلة لأنها تفتح أبواب التدخلات من قبل أهل الفتاة وصديقاتها.

وإذا كان الرجل صاحب دين وفي نفسك ميل إليه فاحرصي على ما يرضيه وقبل ذلك ما يرضي الله والتمسي له الأعذار وابحثي معه عن أسباب رفضه وتوتره فربما كانت له أسباب وأسباب ...

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه والمواظبة على ذكره وشكره، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً