الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل اختلاف البلد سبب لرفض الخاطب؟

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة تعرفت على شاب عربي ومسلم من بلد ثاني، المهم مضت أسابيع واكتشفت أنه يحبني، أنا أيضاً أحبه وأريده أن يتزوج بي حالما يحصل على إجازة.

لكن أنا لا أريد الزواج اليوم حتى أنهي دراستي بعد سنتين، والمشكلة أني أخشى أن يرفضه أبي؛ لأنه من جنسية مختلفة عني.

فأرجوكم أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نجلاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإننا نرشدك بالابتعاد عنه وقطع كل علاقة به أو بغيره من الشباب، ولا تقبلي إلا بصاحب الدين والأخلاق بشرط أن يأتي إلى داركم من الباب ويقابل أهلك الأحباب ويطلب يديك على هدى رسولنا والكتاب، ومرحباً بك في موقعك ونحن لك بمنزلة الأب والأخ، ونسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك.

وأرجو أن تحرصي على عدم القبول بأي شاب إلا إذا كان صاحب دين وأخلاق مع ضرورة أن يأتي إلى داركم ويقابل أهلك وحبذا لو أحضر أهله أيضاً، والفتاة العاقلة إذا لاحظت أن شخصاً بدأ يهتم بها تطلب منه مباشرة أن يكلم أهلها، وهذا التصرف يزيد من ثقة أهلها فيها، ويزيد من تمسك وثقة خطيبها بها، والأهم من هذا أن هذا التصرف يجلب رضوان الله .

ولا يخفى عليك أن الإنترنت لا يعطي إلا جزءا يسيرا جداً من الحقيقة، والكلام المعسول يجيده كل أحد، والعبرة بالرؤية الشرعية وبما يحصل بعدها من الميل والقبول، والفتاة قد يعجبها كلام الشاب وتنفر جداً عند رؤيته، ولذلك فنحن لا نسمي ما حصل حباً بل نسميه إعجابا، والحب الحقيقي هو ما حصل بعد الرباط الشرعي المعلن، وهو الذي يدوم ويستمر ويزداد فوق التمسك بالطاعات.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الإسلام لا يقبل بأي علاقة في الخفاء ولا يرضى بعلاقة لا تنتهي بالزواج، ولا يقبل بتكوين علاقة مع استحالة الوصول إلى المطلوب كاختلاف الجنسية وما يترتب عليها من رفض الأهل أو صعوبة الإجراءات من الناحية القانونية.
وحتى لو فرضنا أن الأهل قبلوا به فإن انتظار سنتين سوف يصعب عليه ولن يكون في مصلحتكم طول فترة الخطبة، وسوف يؤثر كل ذلك على مستواك الدراسي ومستقبلك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً