الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أبحث عن عمل أولاً ثم أدرس؟

السؤال

أنا أبحث عن فرصة لمواصلة الماجستير، وهذه الفرصة لن تأتي إلا بعد أن أقوم بالعمل لفترة لا تقل عن سنة ونصف، أو أكثر من العمل لتوفير الحاجة المالية للدراسة، كما أني أريد أن أتزوج، ولكني أرى أن الزواج سوف يعرقل عملية الدراسة، أو يعرقل أي طموح آخر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Apas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:

فإن الزواج لا يعرقل المسيرة العلمية إذا أحسنت الاختيار وتوكلت على الواحد القهار، واجتهدت في دراستك في الليل وفي النهار، وما أكثر الذين سعدوا بالزواج والاستقرار ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يحشرك في زمرة الأخيار، ومن هنا فنحن نقترح عليك أن تبدأ بالعمل ثم الزواج ثم تواصل مسيرتك العلمية بمعاونة الزوجة الصالحة الوفية بعد توفيق الله، وسوف تجد اندفاعا كبيراً للتقدم وتدرك أن وراءك ما وراءك.

ولا يخفى على أمثالك ما يتعرض له الشباب من فتن ومحن والمعصوم من عصمه الله، والمؤمن يحرص على سلامة دينه أولاً.
ولا شك أن صاحب الهمة العالية يبذل الأسباب ويجتهد في توفير الأموال ثم يتوكل على الكريم الوهاب، والله سبحانه في عون طالب العفاف، والمرأة تأتي برزقها وكذلك العيال، والمؤمن يطالب بالسعي والبحث فقط قال تعالى: ((فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))[الجمعة:10]، وقال تعالى ((فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ))[الملك:15].

وكان سلف الأمة الأبرار يلتمسون الغنى في النكاح يتأولون قول الكريم الفتاح: ((إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))[النور:32]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً)، وليس للطيور مزارع ولا رواتب لكنها تخرج في البكور تطلب الرزق من الشكور، وتتوكل على من بيده مقاليد الأمور.

والعلاقة بين الغنى والنكاح ظاهرة مفهومة؛ وذلك لأن الإنسان بعد الزواج يشعر بعظم المسئوليات فيزيد في الاجتهاد، كما أن اجتماع الناس على الطعام سبب لنزول البركات، فطعام الاثنين يكفي الأربعة، وحتى لا يشعر الرجل أن الرزق يأتي بكده وقوته، يأتي توجيه النبي صلى الله عليه وسلم: (وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم، بذكرهم ودعائهم وصلاتهم وإخلاصهم).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإن الله سبحانه وعد أهلها بتيسير الأمور فقال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3]، ثم عليك بكثرة اللجوء إلى الله فإن ما عنده لا ينال إلا بطاعته.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً