الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين حبي لخطيبي والمحافظة على كرامتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته.

إخواني الكرام! تواصلت معكم مراراً وتكراراً، فمشكلتي أرقتني وأرقت من حولي.
قد خطبت لشاب وسيم جداً ومميز، أحببنا بعضنا، وكوني أيضاً فتاة مميزة رحب الجميع بخطبتنا، مع العلم أنني فتاة متدينة، درست الشريعة ونشأت على الدين رغم معارضة أهلي الشديدة، ولكني رغم طيبة قلبي إلا أني حادة الطباع، سريعة الغضب، وأعاني من القلق والشك، خاصة بعدما خطبت.

فخطيبي شاب رائع وطيب إلا أنه حدث أن تركني مرة قبل خطوبتنا لأني رفضت الخروج معه للتعارف، فقد كانت معرفتنا محصورة بالعمل فقط، فتركني حينها وذهب وتعلق بفتاة أخرى فنسيته ثم عاد إلي ورجاني أن أسامحه فسامحته وخطبني! ولخوفي مما حدث رفضت عقد القران واكتفينا بالخطبة.

كانت بداية خطبتنا مفعمة بالمشاكل والشكوك، وكنت ألاحقه كثيراً بالأسئلة إلى أن تشاجرنا ذات مرة فذهب ولم يعد يجيبني، لا أعلم بعد ذلك أنه أحب فتاة غريبة، وما أن سافرت إلى بلدها عاد إلي ليخبرني أني السبب فيما حدث، وأنه ليس مرتاحاً معها، ولكنه بقي يراسلها، وصدق أن الذنب ذنبي، فسامحته وعدت، فأخبرها أنه يحبني ولا يستطيع أن يبقى بعلاقة غير شرعية معها.

ولكني هذه المرة لم أستطع أن أنسى لأني كنت أراه يتعذب لفراقها، وهي ليست أفضل مني بشيء إلا أنه أعجب بأخلاقها بشهادة الجميع، وهذا ما جعله يتعلق بها.

وعدني أنها نزوة وستمر، ووافقته إلا أن القلق لم يغادرني، كنت أشك بكل تصرفاته مما سبب مشاكل كثيرة بيننا، وتغافلت عن الموضوع لحبي الشديد له ولأني لم أجرؤ على الانفصال لتعلقي به، وأيضاً لأني لم أعد صغيرة وأخشى ألا أجد مثله، إلا أني أكره أن أحيا ذليلة بعد ما حدث، خاصة وأن شكوكي تأكدت بعدما وجدت أنه مازال محتفظا بصورها بعد مرور سبعة أشهر ما جعلني أشعر بالظلم الشديد، خاصة أني تغيرت وصرت لا أزعجه مثل السابق وهو أيضاً إنسان رائع معي إلا أنه شعر بالإحراج عندما رأيت تلك الصور، وحاول أن يبرر لي إلا أني صددته وقلت له أنه لا يستحقني فغضب وانصرفنا.

وأنا الآن لا أعلم ما علي فعله، فأنا أحبه وعائلتي كذلك، ولكني أشعر بكم هائل من الظلم ولست أقوى على اتخاذ قرار الانفصال بالرغم أنا لم نعقد بعد، وقد مر على خطبتنا سنة كاملة، فهل أتركه أم أسامحه وأنسى علماً أنه لم يتصل بي عندما قلته له؟!

وهل أتمسك به دفاعا عن حبي وأحاول الحفاظ عليه كما يطلب مني دائماً أم أتركه خوفاً من أن أحيى حياة ملؤها الشكوك والقلق؟ علماً - يا سيدي - أنه متمسك بي ويريدني ولم يتركني رغم أني خيرته بذلك؟

هل المشكلة مني وفي طريقة تعاملي معه؟ وهل هناك من يخون في فترة الخطبة أم صراحته معي هي السبب.. أو أنه لم يحبني؟

أرجو منكم المشورة، فقد استخرت الله كثيراً وهدى قلبي لأستشيركم، فأرجو منكم الجواب الشافي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lamis حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن خير البر عاجله، وطول فترة الخطوبة ليس فيها مصالح، بل هي مصدر للشكوك والتوترات، وأرجو أن تسارعوا جميعاً إلى التوبة والرجوع إلى الله، ومرحباً بكما في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لكما كل الخير.

وأرجو أن تتوقفي فوراً عن أسلوب التحقيق وفتح الملفات، وهذا الشاب يخطئ بأفعاله ويخطئ باعترافه لك، وأنت تشاركيه في الخطأ بالتجسس عليه، فإن هذا سوف يجلب لك الأتعاب.

ونحن لا ننصحك بمفارقة هذا الشاب الذي وافقت عليه أسرتك وتجدين في نفسك ميلاً له، ولكني أدعوه إلى إيقاف العبث بالأعراض، وأدعوك أيضاً إلى جعل علاقتك به مضبوطة بأحكام الشرع، وأطالب الجميع بالتوبة النصوح، فإذا حصلت التوبة وتم الاعتذار وأثبت الشاب أنه جاد في حياته، فلا تترددي في القبول به شريطة أن تتحول العلاقة إلى شرعية، واعلمي أنه ليس من مصلحة الفتاة فسخ الخطوبة لأنها تصبح عرضة للقيل والقال.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه سبحانه، وأدعوك إلى تكرار الاستخارة ومشاورة من حضرك من العقلاء والفضلاء من محارمك مع ضرورة عدم إدخالهم في التفاصيل والأسرار التي أرجو أن تدفن إلى الأبد، كما أرجو من الشاب أن يوقف العبث ويستغفر ربه ويتوب إليه.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً