الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شهر رمضان والمفاضلة بين طلب العلم فيه وبين التفرغ للطاعات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يترك طالب العلم طلب العلم في رمضان للانشغال بالعبادة فقط؟
أرجو الإجابة بشيء من التفصيل والتوضيح إن تيسر، والمسارعة بها لاقتراب هذا الضيف الكريم وأخذ الأهبة له.

وجزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن طلب العلم من العبادات، وهو أفضل من كل نافلة، ولذلك لما أراد ابن وهب رحمه الله أن يتحرك للصلاة قال له مالك: إلى أين؟ فقال: إلى الصلاة، فقال له: أولسنا في صلاة؟

ليس معنى ذلك أن العلم بديل عن الصلاة، ولكنه أراد أن يبين له فضل مجلس العلم، والعلم هو أول مطلوب، قال تعالى: ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))[محمد:19]، وقد بوب الإمام البخاري (باب العلم قبل القول والعمل).

والإنسان إذا تأمل أحوال السلف يجد فيهم من كان يهرب من مجالس العلم إلى القرآن، كما كان مالك يفعل، ولكن ذلك محمول على زمان يكثر فيه العلماء وطلاب العلم، فلا يؤثر عند ذلك دخول بعضهم إلى خلوات العبادة وتفضيلهم لحياة العزلة من أجل إعداد النفس لحمل الأعباء.

العبادات تتفاضل بحسب وقتها ثم بحسب النفع الحاصل منها، ولا شك أن طلب العلم إذا صلحت فيه النيات يعتبر من أكبر أبواب الخيرات لشدة حاجة الناس إلى من يوجههم ويفقههم.

لا شك أن طلب العلم الشرعي مقدم كما أن طلب العلوم الأخرى فيها مزية، وهي كذلك عبادة ومطلوبة حتى لا تحتاج الأمة لغير أبنائها، مع ضرورة حسن النية والمقصد والتقيد بأحكام الشرع.

أنت بلا شك أعلم بنفسك، فإذا كنت تستطيع أن تجمع بين الدراسة والاجتهاد في العبادات الأخرى فذلك طيب وحسن، ورمضان واحة للطاعات، وإذا كانت المذاكرة تحتمل التأجيل حتى ينقضي الشهر فاجتهد في صنوف العبادات وتفرغ لدراستك بعد الصيام، ومن هنا فنحن نقول لكل أصحاب الهمم العالية من أمثالك يستطيعوا بإذنِ الله أن يجمعوا بين الخيرات وينافسوا غيرهم في شتى أبواب الطاعات.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً