الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهبة من الزواج بسبب الخوف من الفشل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحقيقة أود أن أشكركم على ردكم علي في المرتين السابقتين، وبصراحة كان ردكم بمثابة البلسم الشافي للمشكلة التي كنت أعاني منها، وقد أحدث تحولاً كبيراً في طريقة تفكيري، لا أريد أن أطيل عليكم.

أنا شاب في السابعة والعشرين من عمري ولم أتزوج بعد! لكن الفكرة موجودة، ولكني للأسف أشعر بالرهبة كلما فكرت بهذه الخطوة التي لابد لي منها، حتى تستمر حياتي وخصوصاً عندما أسمع قصص الذين سبقوني وفشلوا بالتأقلم.

بصراحة لا أعلم ما يخيفني من الفكرة، لكن هناك عدة أسباب مادية ونفسية أهمها الخوف من الفشل؟

أرجو إفادتي ولكم جزيل الشكر على الجهد الذي تبذلونه ودمتم بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو البراء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله الذي أنعم عليك بالتحسن.

هذه الفكرة حول الزواج وشعورك بالرهبة كلما فكرت في الزواج هو مجرد نوع من القلق الظرفي البسيط جدّاً، فالإنسان حين يفكر في كثير من الأمور في الحياة ربما يشعر بنوع من القلق، وهذا القلق يعتبر طاقة نفسية إيجابية مطلوبة حتى يقوم الإنسان بتنفيذ ما يريد، بمعنى أن الإنسان إذا لم يقلق حول الأمور لن يستطيع أن ينفذها، ولكن بالطبع لا أريدك أن تبالغ في هذا القلق أبداً، فالزواج أمر عظيم وأمر حميد وهو حقيقة إكمال للدين وهو سعي نحو الاستقرار ونحو السعادة، وهو أمر يمارسه البشر منذ بدء الخليقة، فليس هنالك ما يدعوك أبداً لهذا الخوف ولهذا القلق، وعليك ألا تسمع لبعض القصص السابقة للذين فشلوا في تجربتهم.

حتى إذا كان هنالك بعض الذين فشلوا فالناجحون هم الأكثر، فالحمد لله معظم الزيجات موفقة ومعظم الزيجات سعيدة، وأنت عليك أن تنظر إلى الأمثلة الإيجابية، فالأمثلة الإيجابية موجودة وكثيرة جدّاً، فلا تركز أبداً على التجارب الفاشلة التي حدثت لبعض الناس، ولكل إنسان ظروفه ولكل إنسان وضعه، وإن شاء الله سوف تكون من السعداء وتكون من الموفقين، عليك فقط أن تسعى لاختيار الزوجة صاحبة الدين وذات الخلق وسوف تشعر معها بالطمأنينة وكل سعادة.

والصعوبات المادية - إن شاء الله تعالى- سوف تيسر وذلك لأن الله تكفل بإعانة كل من أراد العفاف: (ثلاث حق على الله عونهم -وذكر منهم- الرجل يريد العفاف).. فعليك بالتوكل والسعي لذلك.

أما الخوف والتوتر النفسي ففي رأيي لا داعي له ويجب ألا يكون له أي وجود، فأنت مقدم على مشروع يبعث الفرح ويبعث المسرة ويجب أن تنظر له من هذا المنطلق، ونصيحتي لك هي أن تعظم هذه الفكرة، فأنت قلت إنه لديك فكرة فحاول أن تعظم هذه الفكرة وأن تقوي هذه الفكرة لأنها بالطبع هي فكرة إيجابية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.
-------------------------------
انتهت إجابة المستشار، ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي فيها الفائدة والخير الكثير: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً