الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحب قبل الزواج

السؤال

السلام عليكم.

بكل صراحة سؤالي متعلق بالزواج فأنا مقبل على الزواج وأهلي يريدون تزويجي وأنا أريد ذلك أيضاً لكن المشكلة تكمن في كيفية اختيار الزوجة المناسبة، فأنا وبكل صراحة أريد أن أحب قبل الزواج لأنني أعرف أن الحب أمر رائع جداً وخصوصاً أنني فشلت فيه منذ مدة فاريد أن أثبت لنفسي أنني قادر على إعطاء الحب للزوجة التي أتمنى أن تبادلني إياه ولكن هذا أمر يصعب إيصاله للأهل وقد اختاروا لي عدة فتيات وما بهن أي عيب، وكلهن مناسبات ولكن عقدة الحب الموجودة بداخلي لا أستطيع الانفكاك عنها فيا ترى هل أنا مخطئ ؟ وإن كنت مخطئا فما العمل؟؟؟
وشكرا

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل / حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، والله نسأل أن يوفقك إلى كل خير، وأن يرزقك زوجةً صالحة تكون عوناً لك على طاعة الله، وحجاباً لك من النار، وأن يرزقكم ذريةً صالحة تكون قرة عين لكم في الدنيا والآخرة.

وأما بخصوص ما ورد بسؤالك فأرى -والله أعلم- أن الأمر لا يحتاج منك إلى هذا الاهتمام، وإنما الأمر في غاية البساطة، إذ أنك في الواقع ضحية فكرة ليست سليمة (100%)، ولذلك لو سألت والدتك أو إحدى قريباتك هل كان هناك حب قبل الزواج لوجدت أن الجواب لا، ورغم ذلك قامت الحياة الأسرية وأنت أحد أدلة نحاجها واستمرارها، رغم عدم حدوث الحب قبلها، وهذا أخي حسن حال السواد الأعظم من الناس، بل لقد اطلعت على دراسة أمريكية أثبتت ارتفاع نسبة الطلاق بين الأزواج الذين قامت علاقتهم على الحب قبل الزواج، وهذا هو عين ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لذا أنصحك أخي الفاضل بأن تُنزل عنك هذه الفكرة، وأن تبحث فيما وصفه الإسلام من شروط لاختيار الزوجة الصالحة، والتي من أهمها الدين، وإن شاء الله سوف تأتي مسألة الحب من طول العشرة وحسن المعاملة، والاحترام المتبادل، ولن يكون في حياتك شهر عسل واحد كغيرك من الشباب، وإنما ستكون حياتك كلها عسل من فضل الله وتوفيقه، فعليك بصلاة الاستخارة، ثم تقدم لمن هي أنسب لظروفك من الأخوات المرشحات، فإن كان لك من نصيب فيها فسيشرح الله صدرك لها وييسر لك أمر الارتباط بها، وعليك كذلك بالدعاء، وبذلك ستكون من أسعد الأزواج وأعظمهم استقراراً في الدنيا والآخرة، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً