الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني وسواس الشك في العقيدة بسبب مناظرة بين مسلم وملحد، كيف الخلاص؟

السؤال

السلام عليكم

منذ أسبوع تقريباً كنت أتصفح أحد المنتديات فوقعت عيني على موضوع يدور محوره بين ملحد ومسلم، ويا ليتني لم أقرأه مع أنني لم أقرأ إلا ربعه، إلا أني أحسست أن روحي ستطلع، أول ما راودني الشك بوجود الخالق، لا أريد أن أعترف لنفسي أن إيماني تزعزع، فأنا لم أشك بربي أبداً.

كنت قد بدأت أمشي على طريق الالتزام، عندما أحسست بالشك أصبت بالهلع لم أستطع أن أجلس في مكاني، لا أريد أن أحس بهذا الإحساس، بدأ الشيطان يوسوس لي بأفكار غريبة (نعوذ بالله من الشيطان) كل ما أحاول أذكر ربي أحس بأن شيئاً يتكلم بداخلي، يريد أن يدفعني للإنكار، والله إنه يتقطع قلبي من الخوف على نفسي، أنا مؤمنة بربي، وأخاف على إيماني، لا أريد أن أموت وفي نفسي ذرة شك، تعبت من البكاء يومياً، بالأمس لم أستطع النوم، ومنذ ذلك اليوم وأنا أحس بالمرض والضيق الشديد، وبدأ بطني يؤلمني، وأحس كأنه حجر في بطني يضغط علي، ولا أستطيع أن آكل إلا القليل لسد جوعي، وأيضاً أحس بنبض في بطني، وأحس بالوهن في أقدامي، لا أريد أن يتحول الوسواس إلى وسواس قهري في نفسي. لزمت الاستغفار والتسبيح والتهليل والتشهد والأذكار وقراءة سورة البقرة، وأنتظر الفرج من ربي.

أرجو أن تدعو لي دعوة صادقة من القلب أن يفك الله كربي ويرزقني إيمانا ثابتاً ليس بعده كفر .

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم لا اعتراض.

للعلم إني منذ 9 أشهر تقريباً تعرضت لأزمة نفسية في وقت الامتحانات النهائية لمدة 4 أشهر (خوف وقلق وتوتر غير مبرر) حتى إنني لم أكن أستطع النوم إلا نصف ساعة في اليوم أو كل يومين ساعتين، لم أذهب لطبيب نفسي خوفاً من أن يعطيني أدوية.

ثم لجأنا إلى شيخ دين فقال: هذه أعراض عين، وتعالجت بالقرآن، والماء المقروء فيه، وبدأ الخوف والتوتر يزول لكن بقي عندي عقدة الخوف من وقت النوم حيث أنني كنت أخشى أن أذهب للنوم ولا أستطيع النوم، وأصبحت عندي مشكلة النوم هاجس يؤرقني ثم لجأت لطبيب نفسي يعالج بالبرمجة العقلية في أحد المنتديات، وبدأت أطبق التمارين والنصائح التي أعطاني إياها -والحمد لله- بدأت أنام نوماً طبيعياً، ولكن بقيت لدي عقدة الخوف من السهر، فأنا أخشى السهر حتى هذا اليوم.

لكن الموضوع الذي قرأته قلب حياتي وأعاد القلق والخوف إلى نفسي.

آسفة على الإطالة والكلام غير المنظم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يثبتك على الحق وأن يصرف عنك هذا الشك وأن يرزقك برد اليقين وأن يعافيك من جميع العلل والآفات النفسية والعضوية.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فبداية أقول لك: قدر الله وما شاء الله فعل؛ لأن هذا خطؤك حيث أقحمت نفسك في أشياء ودخلت مواقع لا حاجة لك فيها، وهذه هي ثمرة من ثمار عدم تقنين استعمال هذا الجهاز، لأنك لو وضعت لنفسك خطة للاستفادة والتزمت بها ما حدث لك ما حدث، ولكن مع الأسف فبعض الناس يدخلون النت للتسلية وضياع الوقت، وليس لديهم أي حصانة شرعية أو عقدية فيقعون فريسة تلك الأفكار الهدامة، وهذا الذي حدث لك مع الأسف يحدث للكثيرين. ولكنهم ربما لا يستشعرون الخطورة كما حدث لك، وأعتقد أن الكلام الآن لن يجدي نفعاً لأنه قد فات وقته ولكن كم أتمنى أن تستفيدي من هذا الخطأ، وألا تقعي فيه مرة أخرى، وأن تقومي كذلك بدور التوعية لأخواتك المسلمات، وأما عن العلاج لهذه المشكلة فالذي يبدو لي أن ظروفك النفسية قد ساعدت إلى حد كبير في هذا الأمر، لذا اقترح عليك الآتي:

1- مواصلة العلاج النفسي والبرمجة العصبية فإن ذلك سيفيدك جداً في التخلص من تلك الآثار، كذلك الرقية الشرعية فهي مهمة ومفيدة جداً.

2- الدخول على مواقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة حيث سترين من عظمة الله وقدرته وجلاله بما يساعدك في التخلص من تلك الآثار نهائياً، بل وزيادة إيمانك -إن شاء الله-.

3- إذا لم تكن هذه المواقع متوفرة بالقدر المطلوب فهناك سيديهات كثيرة وأشرطة فيديو مليئة بهذه المادة، فيمكنك مشاهدتها.

4- هناك كذلك كتب تتحدث عن عظمة الله مثل كتب الإعجاز العلمي للدكتور زغلول النجار وغيره من العلماء، كذلك كتاب (توحيد الخالق) للشيخ عبد المجيد الزنداني، وكلها كتب نافعة وهادفة، والمكتبة الإسلامية تحوي الكثير والكثير من ذلك، فخذي جرعة مركزة تخرج من قلبك هذه الوساوس والشكوك وتزيد في إيمانك .

5- الصحبة الصالحة.

6- الدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك مما أنت فيه.

وأبشري بالشفاء العاجل بإذن الله، مع تمنياتنا لك بالتوفيق.
-------------------------
انتهت إجابة المستشار ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تدور حول نفس الموضوع: (244914 - 260030 - 263422 - 259593 - 260447 - 265121 )

وفقك الله لكل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً