الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختيار التخصص الذي فيه مجال للعمل، نظرة وتوجيه من فضلكم.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله، وبركاته، وبعد:

أدرس في كلية التجارة، وأجد نفسي محتارا في اختيار التخصص، حيث أميل إلى السياسة، لكن لا توجد فيها فرص عمل كثيرة، وأهلي ينصحونني أن لا أدخلها، فهل أدخل تخصصاً لا أحبه لكي أجد عملاً؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التخصص في مجال إدارة الأعمال يتيح لك حرية التنقل ويمكنك ممارسة السياسية كهواية جانبية، شريطة أن تتحرى فيها الصدق والنصح، وتلتزم فيها بما فيه رضى الله وتجتهد في تحقيق مصالح العباد، فإنه يؤسفنا أن يكون بعض الناس يظن أن السياسة ميدان للكذب، وهي كما يقولون (لعبة قذرة)، ولكننا لا نريد أن نترك هذه الساحة للذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، مع ضرورة أن تنال رضى والديك.

ونحن في الحقيقة لا نفضل اختيار التخصص الذي فيه مجال للعمل لأجل هذه الغاية، ولكننا ندعو الشباب لتنمية مهاراتهم في جانب علم الحاسوب، والحرص على التأهل في جوانب عديدة، واكتساب مهارات تساعده في كسب الرزق، وأن تكون الدراسة في المجال الذي يجد فيه نفسه، وعند ذلك سوف يحصل الإبداع.

ولا يخفى عليك أن المسلم يستخير ربه عندما لا يدري في أي الجوانب يكون الخير، وذلك بأن يصلي صلاة الاستخارة ويطلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، كما أرجو أن تجتهد في المذاكرة والتحصيل؛ لأن الجامعات لا تخرج عالماً، ولكنها تعطي مفاتيح العلوم، فإذا أحسن الطالب استخدامها أصبح عالماً يشار إليه بالبنان، وإن لم يستخدمها أصيبت المفاتيح بالصدأ، وإذا أعطي شهادة على ذلك فإنها من شهادات الزور.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بالاجتهاد في بذل أسباب النجاح، كما أرجو أن تزيد في بر والديك، وقبل ذلك أرجو أن تصلح ما بينك وبين الله، مع ضرورة أن تخلص في نيتك، واجتهد في الذكر والصلاة والتلاوة، وابحث لنفسك عن رفقة صالحة تذكرك بالله إذا نسيت، وتعينك على طاعة الله إن ذكرت.

ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً