الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية معرفة الفتاة صلاح الخاطب الذي تقدم لها

السؤال

كيف يتم اختيار الزوج الصالح والتحقق من ذلك؟ علماً بأن الشباب غالباً عندما يأتون للخطبة يظهرون أفضل ما عندهم، ولكن هم في الحقيقة غير ذلك، وخصوصاً عندما تكون العروس صاحبة جمال، ودين، وعلم، وأدب، وتتمنى بأن ترزق الزوج الصالح ولا تندم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق وأن يزيدك إيماناً وصلاحاً واستقامة وجمالاً، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته.

بخصوص ما ورد برسالتك، فإن مسألة اختيار الزوج أو الزوجة لم يهملها الإسلام، وإنما وضع لها ضوابط وشروطا؛ لأن استقرار الأسرة وسعادتها هدف من أهم أهداف الإسلام، فالأسرة المستقرة أسرة منتجة مبدعة مثمرة تؤتي أكلها كل لحظة في الإعانة على الطاعة وإنتاج الذرية الصالحة المباركة التي تنشر الإسلام وتعتز به.

النبي صلى الله عليه وسلم اشترط في الزوج شروطاً، من أهمها الدين والخلق؛ لأن الحياة الزوجية لا تستقر ولا تسعد إلا بهما، حيث قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، فالدين والخلق هما أهم الشروط وأعظمها تأثيراً على الأسرة، ومع ذلك لابد من قدرة على القيام بالواجبات الزوجية من مال وإنفاق ومسكن، وكذلك القدرة الصحية والبدنية التي بها لا يقصر في حق أهله وعياله، وهذه أمور يمكن معرفتها والوقوف عليها بالسؤل عن الشخص المتقدم في بيئته ومحل إقامته، وبعض البلاد يشترطون شهادة إمام مسجد الحي على صلاح الشاب وحرصه على صلاة الجماعة، فيمكن لأحد إخوانك أو أقاربك السؤال عن الشخص في محل إقامته، ومكان عمله، ولو بطريقة سرية، ويسأل أكثر من واحد، وبأكثر من طريقة يقف على حقيقة هذا الشاب المتقدم، وهذا أمر سهل جداً من فضل الله، وبعد ذلك نترك الأمر كله لله.

ونشدد على أهمية الخلق بجانب الدين؛ لأن التدين الأجوف هو ما خلا من الأخلاق..فلا فائدة من هذا التدين لصاحبه طالما أن دينه لم يهذبه ولم يؤثر فيه، فكم من فتاة اغترت بدين الخاطب ولم تلاحظ خلقه، فجاء وبالا عليها بسبب خلوه من الخلق.
نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، والذرية الطيبة.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً