الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسليم النفس للآخرة طاعة لله وتركاً للدنيا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هل لي أن أسلّم نفسي للآخرة طاعة لله وتركاً للدنيا؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdul حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد تحدث رجل في مجلس عمر -رضي الله عنه- عن الدنيا فوضعها وحقرها، فلما فرغ من كلامه قال أبّي بن كعب رضي الله عنه: (صدق الرجل في مقالته إلا في حديثه عن الدنيا فإنها مطيتنا إلى الآخرة، ومزرعتنا التي نزرع فيها)، والإسلام دين يوازن بين الدنيا والآخرة قال تعالى: ((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ))[القصص:77]، والعاقل يعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً، ويعمل لآخرته كأنه يموت غداً.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الدنيا لم تتمكن من الدخول إلى قلوب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم العامرة بحب الله، فقد كانت الدنيا في أيديهم فقدموها فنالوا بها رضوان الله، وكان فيهم من يدفع الدنيا بالكلية ولكنه يعطي الدنيا حجمها المناسب.

وندعوا أهل الفطنة إلى اتخاذها لجّة واتخاذ صالح الأعمال فيها سفناً، وإذا قدر الله للإنسان رزقاً واسعاً فعليه أن يشكر الله، ومن حُرم من نعيم الدنيا فعليه أن يصبر، والشاكر والصابر في جنة الله، والزهد في الدنيا هو زهد الواجدين وليس تمنُّع المحرمين كما يظن بعض الناس.

فاعمل في الدنيا مستنيرا بهداية الدين فإن جاءك درهم أو دينار فضعه في مواضعه وصل به رحماً، واعلم أن أفضل الدنانير أجراً ما ينفقه الإنسان على نفسه وأهله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء واشغل نفسك بالمفيد، وأكثر من تلاوة كتاب الله المجيد، ونسأل الله أن يرزقنا من الحلال وأن يستخدمنا في طاعته إنه العظيم المتعال، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً