الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرأة ومشكلة الفراغ وتأخر الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد تكونت مشكلة بمجتمعي خلال السنوات التسع الماضية، والوضع يتمثل بوجود الكثير من المتخرجين والمتخرجات الجامعيين والذين يعيشون تحت سقف والديهم، والبنات الجامعيات لم يتزوجن رغم بلوغهن الثامنة والعشرين من العمر، ونسبة البنات غير المتزوجات والمطلقات تكاد تقترب من 77 %، ونصفهم لا يجدن وظائف إلا خارج نطاق بيت رب الأسرة، بحيث يضطرون للسفر بدون محرم لمسافات تزيد عن مائة وخمسين كيلو متر.

فإذا تعرضن بناتي لوضع مماثل ولم يتزوجن ولم يجدن وظيفة في نفس المدينة التي أنا فيها، فماذا علي أن أفعل من أنشطة أو أدوار لكي أقلل من الفراغ في حياتهن؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ . حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني سؤالك عن أنشطة وأدوار تريد أن تقلل بها وقت الفراغ في حياة البنات، وأرشدك إلى سماع شريط للشيخ الهبدان عنوانه (مائة وظيفة للمرأة المسلمة)، وأحسب أن الشريط فتح آفاقاً واسعة للإيجابية والإبداع، وهذا ما يفتقده النساء والرجال.

ولا شك أن المشكلة التي تطرقت إليها موجودة في سائر البلاد بكل أسف، وأرجو أن ينتبه القائمون على أمر الأمة لخطورة إهمال العلاج، ويؤسفنا أن يرتبط طلب العلم بالوظائف فقط، ويحزننا أن معظم الناس يتوقفون عن طلب العلم بمجرد حصولهم على وظيفة، كما أرجو أن أعبر عن ضيقنا من عدم تحديد أهداف واضحة للتعليم، ومما يدعو للقلق أيضاً أن تكون المواد العلمية المقررة على البنين هي نفس المواد المقررة على البنات مع الاختلاف في الوظائف والأدوار التي ينبغي أن يقوم بها كل منهما.

وأما بالنسبة للتأخر في سن الزواج فتلك بدعة اكتسبناها من المستعمر الكافر وتأثرنا فيها بوسائل الإعلام، ولا يستطيع الإنسان أن يعفي الشباب من المسئولية، حيث أصبح الاهتمام بالمظاهر يسيطر على الجميع إلا من رحم ربك، ولا مخرج من هذه المشكلة إلا بالعودة إلى أدب أهل الإسلام، ولو كان التباهي بالمهور وبالمبالغة فيها مكرمة لسبقنا إليها رسولنا وصحبه الكرام.

وأما مسألة كثرة المطلقات فذاك أمر ينذر بمخاطر عظيمة، ولعلنا نحتاج إلى إدخال فقه الحياة الزوجية إلى مناهج التعليم، ومن الضروري الحث على الوفاق وليس على الشقاق.

نسأل الله أن يلهم الجميع الرشد والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً