الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة تحب أخا صديقتها وتريد إعلامه بذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شابة مغربية مقيمة بإسبانيا، أعاني من مشكلة تشغل تفكيري طول الوقت، أريد الزواج من أخ صديقتي لحسن أخلاقه وتشبثه بدينه، وأيضاً أريد أن أساعده في مشكلته.

مشكلة أخرى تعيقني، أفكر فيها كثيراً أنه لم يرني أبداً سوى أنه يعرف أن لدى أخته صديقة مقربة منها، وحميمة مقيمة بإسبانيا.

لهذا أريد أن تنصحوني كيف أفاتح صديقتي بالموضوع؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنئاً لمن أحبت في الرجل دينه، ومرحباً بفتاة الإسلام في موقعها بين آباء وإخوان يتمنون لها كل الخير، ويسألون الله لها سعادة الدنيا والآخرة.

إنه لا يخفى على أمثالك أن الصداقة الحميمة بمنزلة الأخوة، ولذلك قيل: (رب أخ لك لم تلده أمك) فلا داعي للتحرج من طرح الموضوع عليها، ونحن في الحقيقة نتمنى أن تجدي من الزميلات والمعارف ممن تتولى الموضوع نيابةً عنك، وتوصل ما في نفسك لشقيقة الشاب، فإن لم يتيسر هذا فنحن نقترح عليك أن تكثري من السؤال عن أحواله والثناء على أخلاقه، فإن الأخت بالعادة توصل مثل تلك المشاعر إلى إخوانها فيدفعهم ذلك للتعبير عن مشاعره.

نحن في الحقيقة نحتاج إلى التعرف على وجهة نظره، وهل يبادلك المشاعر أم لديه ارتباطات سابقة؟ وربما كانت عائلته قد رتبت له، مع ضرورة أن تكثري من الدعاء، فإن الأمر لله رب الأرض والسماء، وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف شاء، وأرجو أن تعلمي أن الكون لله، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده.

أرجو أن تجتهدي في إظهار ما عندك من دين وأدب وذوق لشقيقة الشاب، مع ضرورة الحرص على الخير، والرضا باليسير، ويمكنك استخدام التلويح، كأن تقولي مثلاً: فلان تتمناه الصالحات.

لا يخفى عليك أن صديقة خديجة رضي الله عنها هي التي عرضتها على النبي صلى الله عليه وسلم، ويمكن لعمتك أو خالتك أن تقوم بنفس الدور، وتذكرك عند أهله.

هذه وصيتي لك بتقوى الله، وأكرر الترحيب بك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً