الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتجاع المريء وحب الشباب.. كيف أعالجهما؟

السؤال

منذ فترة طويلة وما يقارب العام تقريباً تم تشخيص حالتي على أنها ارتداد سريع بالمريء، فأخذت لمدة شهرين حبوب النيكسيوم ولم أستفد، ثم تبدل العلاج إلى البارييت، وقد استفدت منه قليلاً، ولكن بمجرد انتهاء فترة هذا الدواء عادت حالتي تسوء، والآن أستخدم منذ أسبوعين حبوب تيكيبرون ولم أتحسن، فعندما أستيقظ صباحاً أختنق وأحس أنني بحاجة للترجيع، وأقوم بترجيع بلغم ويكون طعمه مراً.

كما أنه يخرج مع البلغم أو لوحده سائل أبيض طعمه مرٌ كذلك، وبعد ذلك يهدأ الوضع، ثم وبمجرد أن أتناول أي شيء حتى الماء أكح ويخرج البلغم، وحتى أنه في كثير من الليالي أستيقظ من النوم ويخرج السائل المر من فمي وكأن بي (شرقه)، ولا أعرف ماذا أعمل؟

وأحس بأن معدتي ثقيلة ومؤلمة وخصوصاً بالليل، وأتناول في كثير من الأحيان شراب المردقوش والحندبان لتهدئة الألم، وأفيدكم علماً أنني غير سمينة، ولا يوجد عندي وزن زائد، كما أن وسادتي مرتفعة لتلائم وضع معدتي.

ماذا أعمل وكيف أتصرف؟ فقد تعبت جداً؟ وألاحظ أنني بعد الذهاب للحمام لقضاء الحاجة وبعد أن أخرج من الحمام أعزكم الله يأتيني ألم فظيع في المعدة خصوصاً، وبالبطن بشكل عام، ما هي أسباب هذا الوضع؟

وكذلك لدي استفسار آخر: هو أنني أعالج حب الشباب منذ فترة 10 سنوات تقريباً، باستخدام مضادات حيوية وكريمات موضعية وخلطات من الصيدلية وغيرها، مثل (ريتين إي والدكوين وسكينورين ودالسن تي ودفرنس) وغيرها الكثير، وكذلك استخدمت حبوب (ديورادوكس) وكل هذه الأدوية لم تعالج حالتي، فحب الشباب منتشر بوجهي وظهري وصدري، وحتى أنه تخرج أكياس دهنية في أنفي وأذني وتلتهب أحياناً، ومؤخراً نصحني الطبيب باستخدام حبوب ريكوتين، ولكنني متخوفة من استخدامه، حيث إن طبيبي المعالج هو استشاري جلد وعمليات تجميل، مع العلم أنني أعاني من ارتفاع هرمون الحليب؛ فهل تنصحونني باستخدام هذه الحبوب؟ وهل هو مناسب لوضعي الصحي، حيث إن عندي مشكلة في معدتي، ولدي حساسية صدر وخمول بالقولون؟

فما رأيكم في استخدامي لهذه الحبوب، حيث إن الطبيب قال لي: إنه لا يوجد حل لوضعي غير هذا العلاج؟ وأفيدكم علماً أنني غير متزوجة وغير مخطوبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ريان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الارتجاع المعدي المريئي Gastro esophgeal reflux هو ارتجاع أحماض المعدة وعصارتها من المعدة إلى المريء، وهو يحدث للكثير منا، ولكن عندما يكون هذا الارتجاع بكميات كبيرة، أو عندما يسبب هذا الارتجاع أعراضا مزعجة ومتكررة فإنه يصبح مرضاً، لا عرضاً عارضاً.

يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الخروج منها صاعدة إلى المريء، وهنا تحدث المشكلة.

وكذلك فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً، ومن العوامل التي تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة ما يلي:

ـ امتلاء المعدة بالطعام، والحمل، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشاب، كما أن فتق فم المعدة يضعف كثيراً عمل الصمام الهام الذي تحدثنا عنه.

ـ من أهم أعراض الارتجاع حرقة أسفل الصدر، وهي إحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول الأكلات السالفة الذكر.

ومن الأعراض الأخرى طعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، قد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه، وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس.

ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام الذبحة الصدرية.

ومن الضروري التأكيد على أنه لا يجب تواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة، وتختلف من مريض إلى آخر.

أما العلاج:

فيجب تغيير نمط الحياة، بحيث نتجنب مسببات الارتجاع، مع التأكيد على ما يلي:

تجنب المأكولات والمشروبات السالفة الذكر، والتي يمكن أن تتسبب بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق برفع أرجل السرير تحت الرأس مسافة 15 سنتيمتر حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

والعلاج الدوائي الذي قد يستمر لعدة أشهر، ويجب تناوله يومياً، وأحياناً مرتين في اليوم، مثل اللوزك والنيكسيوم أو البارييت وغيره، ونتائجه بشكل عام جيدة.

أما العلاج الجراحي فهو آخر الدواء، خصوصاً عند تشخيص فتق فم المعدة وعدم تحسن الأعراض.

انتهت إجابة الدكتور / محمد حمودة ـــ أخصائي أمراض باطنية ـــــــــ ويليها إجابة الدكتور / أحمد حازم ـ أخصائي أمراض جلدية وتناسلية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن وجود خلل هرموني قد يكون هو السبب في حالة حب الشباب المديد الذي لم يستجب لأي من العلاجات السابقة، وإن التحري عن وجود اضطرابات هرمونية -وخاصة ما يتلو تكيس المبيض أو المبيض متعدد الكيسات- يعتبر من أهم أسباب البثور وحب الشباب بعد سن الخامسة والعشرين؛ لذلك ننصح بعمل تصوير بالأمواج فوق الصوتية لنفي أو إثبات الاضطرابات الهرمونية، وفي حال وجودها تعالج، وبعدها يتحسن حب الشباب الهرموني بشكل واضح وكبير ما لم يكن هناك سبب أو عامل آخر.

وأما إن لم يكن هناك عامل هرموني لهذه البثور المعندة الكيسية، فالحل عندها الروأكيوتين ( أو الايزوتريتينوين ).

يرجى مراجعة الاستشارات ( 18106، و18402، و236317 ) ففيها تفصيلات هامة عن الروأكيوتين.

ـ ورقم ( 18426 ) متعلقة بحب الشباب الهرموني.

ورقم ( 18257 ) ففيها تفصيل كاف عن حب الشباب بشكل عام.

وختاماً نؤكد على أنه ينبغي عدم أخذ الروأكيوتين بدون إشراف طبيب خبير بهذا العلاج.

كما يجب التأكيد على أن الحمل يجب ألا يتم إلا بعد إيقافه لشهر أو ستة أشهر حسب اختلاف المراجع والدراسات، ويفضل الأخذ بالأحوط.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً