الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس متعلقة بالنوم والنظر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أعاني من حالة غريبة، وهي:

1- مثلاً عندما أدخل الغرفة للنوم أصعد إلى الفراش وأنا أتنفس شهيقاً، وعندما أصعد للفراش أقول: لو أني صعدت وأنا أتنفس الزفير كان أفضل، وأبقى متوتراً حتى أنزل من الفراش، وأصعد وأنا أتنفس الزفير.

2- عندما أبتلع ريقي يجب أن أكرر البلع مرتين، وإذا لم أكرر أتوتر.

3- أبقى دائماً أنظر إلى الأشياء بحذر حتى لا أنظر للشيء أكثر من مرة، وإذا نظرت مرتين أعود للنظر مرة ثالثة عمداً.

4- أكون قلقاً وغير مرتاح، وأحس ثقلاً على صدري عندما أجلس مع أحد أو أي مجموعة، وأحياناً أشعر بهذا وأنا وحيد.

5- ذهبت للطبيب وشرحت له الحالة فوصف لي 100 ملغ زولوفت + 50 ملغ أنافرانيل + 1ملغ لورازيبام، وأخذت الدواء منذ أربعة شهور ونصف، ولم أتحسن، بل زاد التوتر، وصرت أنام كثيراً.

الرجاء المساعدة ماذا أفعل هل هناك دواء أفضل، وما هو؟

ولكم جزيل الشكر وبارك الله في جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي! هذه وساوس، وبالطبع أنت وصفتها بأنها غريبة، ولكنها ليست غريبة؛ لأن الوساوس في الأصل هي ذات طابع خاص جداً، ونجد أن لكل شخص وساوسه وقد يستغربها الإنسان ولكن في حقيقة الأمر نشاهد أنواعاً يمكن أن نصفها في بعض الحالات بأنها غريبة جداً، ولكن من كثرتها أصبح وجه الغرابة فيها ليس بالشدة التي يعتقدها البعض .

عموماً أخي الكريم المبدأ العام هو أن تؤمن بأن هذه الوساوس سخيفة، هذا مبدأ أساسي، والمبدأ الثاني هو أن تجلس مع نفسك وتقوم بنوع من التحليل النفسي السلوكي لهذه الوساوس، اسأل نفسك: لماذا أنا أقوم بذلك؟ هذا شيء سخيف، لن أتبع ذلك، أنا أقوى من ذلك ...هذا أمر مهم جداً جداً، ويجب أن تأخذه بجدية شديدة لأنه جزء أساسي جداً في العلاج، وبعد ذلك تدخل في مرحلة الإصرار والإصرار القاطع على أن لا تتبع ولا تكرر هذه الوساوس، بل يمكن أن تقوم بعكسها تماماً، قم بأشياء مخالفة لها، لابد أن تكون لك برامج يومية، لابد أن تطبق هذه الأفعال التي تقوم على التجاهل واستبدال الوسواس بأي نشاط آخر، بالطبع سوف تشعر في بداية الأمر بنوع من الضيق، سوف تشعر بنوع من القلق؛ لأنك لم تتبع الوساوس ولكنك حين يحدث لك هذا القلق، قل: هذا القلق ظاهرة طبيعية، وهذا يعني أني أطبق العلاج السلوكي بصورةٍ جيدة.

فإذن أخي لا تنزعج أبداً للقلق فهو ظاهرة علاجية جيدة، يعني أنك قد قاومت، يعني أنك قد حقرت هذه الوساوس، ويعني أنك قد استبدلتها بما هو جديد ...هذا الجزء الأول في العلاج.

الجزء الثاني: هو العلاج الدوائي، حقيقة الزولفت والأنفرانيل من الأدوية الجيدة، ولكن نعرف أن هنالك استجابات شخصية ربما تكون قائمة على البناء الجيني للإنسان، إذا ًأخي الكريم سوف أستبدل لك هذه الأدوية.

أولاً: بالنسبة للدواء الأخير وهو لورزبام أو ما يعرف بأتيفان، أرجو التوقف عنه، أنت تأخذ الآن واحد مليجرام أرجو أن تخفضها إلى نصف مليجرام ليلاً لمدة سبع ليال، ثم توقف عنه؛ لأنه أخي الكريم دواء تعودي وإدماني قد يقلل القلق ولكن التمادي في استعماله قد يسبب آثاراً جانبية ونتائج غير طيبة.

بالنسبة للأنفرانيل يمكن أن تتوقف عنه الآن أيضاً، توقف عنه ولن تكون إن شاء الله هنالك أي آثار جانبية .

الدواء الذي أريدك أن تبدأ عليه هو بروزاك، فهو دواء فعال جداً وممتاز لعلاج الوساوس القهرية، كما أنه لا يسبب أي نوع من الخمول أو التكاسل كما حدث لك مع الأدوية التي تستعملها الآن، قبعد أن تتوقف عن الأنفرانيل ابدأ في تناول كبسولة واحدة من البروزاك، وبعد ثلاثة أيام خفض الزولفت إلى حبة واحدة واستمر على حبة زولفت 50 مليجراماً وكبسولة واحدة من البروزاك 20 مليجراماً لمدة أسبوع، وبعد أسبوع توقف أيضاً عن حبة الزولفت الأخرى وارفع البروزاك إلى 40 مليجراماً أي كبسولتين، وهذه هي الجرعة العلاجية، إذا تناولت هذه الجرعة بالتزام وطبقت الإرشادات السلوكية الهامة البسيطة السابقة، إن شاء الله بعد شهر من بداية هذا التطبيق وتناول الدواء بالجرعة المطلوبة سوف تحس أنك أصبحت أكثر ارتياحاً، وبعد شهر آخر سوف تنقطع الوساوس إن شاء الله، استمر على البروزاك بجرعة كبسولتين.

وفي الحالة التي لا نتصورها تحدث وهي أنك لن تتحسن بعد شهرين من تناول العلاج، إذا حدث ذلك فارفع البروزاك إلى ثلاث كبسولات في اليوم، أي 60 مليجراماً، وعموماً أياً كانت الجرعة كبسولتين أو ثلاث يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، هذه هي أقل مدة لهذه الجرعة العلاجية، بعدها تخفض جرعة البروزاك إلى كبسولة واحدة إذا كنت تتناول كبسولتين واستمر عليها لمدة ستة أشهر، أي ظل ستة أشهر أخرى على كبسولة واحدة، أما إذا كنت تتناول ثلاث كبسولات فبعد انقضاء الستة أشهر خفّض الدواء إلى كبسولتين، ثم بعد شهرين خفضه إلى كبسولة واحدة، واستمر عليها أيضاً لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء .

إذن أخي خلاصة الأمر التوقف عن اللورزبام، والتوقف عن الأنفرانيل، واستبدال الزولفت بالبروزاك كما أوضحت لك .

أخي الكريم! تأكد أن الوساوس إن شاء الله سوف تختفي وسوف تنتهي، وعليك مقاومتها وأسأل الله لك الشفاء والعافية.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً