الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذي يهتز له عرش الرحمن: الطلاق أم اللواط؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما هو الذي يهز عرش الله؛ هل هو الطلاق أم اللواط؟ وأرجو ذكر حديث أو آيةٍ تدل على ذلك.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو راكان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الطلاق يُفرح عدونا الشيطان، ويلتزم ويُدني من ينجح في إيقاع الطلاق من الشياطين، وقد ورد بذلك الخبر الصحيح، وذلك لأن الطلاق فيه ضياع للعيال، ونشر للعداوة، وقطع للوصال، وإشاعة للسوء والقيل والقال.

وفاحشة اللواط من أكبر الكبائر، وهي التي يصدق عليها اسم الفاحشة المعرفة بالألف واللام، والفاحش هو المتناهي في القبح، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاعل والمفعول به، وهذه الفاحشة هي المتهم الأول في وجود مرض الإيدز على وجه الأرض، وقد عذب الله قوم لوط بعذابٍ مرّكب اشتمل على الحرق والرجم وقلب أرضهم رأساً على عقب، وكأنه أراد أن يخلص الأرض من شرورهم، ثم قال في نهاية قصتهم: ((وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ))[هود:83].

وأرجو أن أقول للسائل أن العبارة المشهورة (أبغض الحلال الطلاق) لا تصح حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عبارة الطلاق يهتز له عرش الرحمن، وقد سمعت الشيخ ابن باز رحمه الله يجيب على بعض السائلين بقوله: من الذي قال لك أبغض الحلال الطلاق؟! ثم بين له أن الطلاق قد يكون نعمة؛ بل إن تشريع الطلاق من إعجاز هذه الشريعة؛ لأن منع الطلاق قد يدفع إلى الانتحار أو الخيانة والعياذ بالله، وقد تسعد المرأة مع زوج آخر، وقد يسعد الرجل مع امرأة أخرى، ولذلك قال سبحانه: ((وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا))[النساء:130].

ولكن الطلاق الناجح هو ما كان على الصيغة الشرعية ووفق الضوابط الشرعية، وهو طلاقٌ لا يعقبه قطيعة ولا عناد ولا إساءة للظن، ولكنه تسريحٌ بإحسان.

وأما بالنسبة لعبارة: (اللواط يهتز له عرش الرحمن) فهي عبارة سمعناها، ولكن لم أقف حسب علمي المحدود على مصدرها، ولكن الفاحشة في نهاية القبح، ولم أقف على العبارة لا في حديث ولا حتى في كلامٍ للسلف.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بتذكّر عظمة من نعصيه مهما كانت المعصية، والمؤمن تُعظم نفسه السيئة ولو كانت صغيرة، بخلاف المنافق الذي يفعل الفظائع ولا يبالي. ونسأل الله أن يجنب شبابنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا م

    شكراااااااا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً