الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات عملية لتجاوز المشاكل النفسية والإحباط

السؤال

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان لدي استفسار عن مرض كان قد ألم بي، كنت قد دخلت المستشفى 4 مرات لأسباب نفسية مختلفة، منها: فشل في العمل، ووفاة الوالد، والرهاب الاجتماعي، وعدم الثقة في النفس، محاولة الإخلاص التام في العبادة وقد أفشلها طبيعة التربية وأسباب أخرى كثيرة، لا أعمل منذ فترة كبيرة، لا أستطيع تحمل الضغط العملي.

كتبت لعل الله يوفقكم في الشفاء بإذن الله.
ملحوظة: حتى اليوم لم أتزوج. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / W       حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،

اطمئن يا أخي ولا تحزن، وقو ثقتك بالله، واعلم أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، ونحن ولله الحمد عقيدتنا في القضاء والقدر تمنعنا الحزن الشديد، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، فاتساع أفق النظر، والتعامل مع الوجود الكبير، وتصور الأزل والأبد، ورؤية الأحداث في مواضعها المقدرة في علم الله الثابتة في تصميم الكون، كل ذلك يجعل النفس أفسح وأكبر وأكثر ثباتاً ورزانة في مواجهة الأحداث العابرة.

ولا ننس يا أخي أن الابتلاء على قدر الإيمان، وذلك مصداقاً لقول النبي صلّى الله عليه وسلم: (أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل).

واعلم أن ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه.

وحاول يا أخي أن تتبع الخطوات التالية لعل الله يجعل لك من كل هم فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً:

1- قو صلتك بالله تعالى، ولا تلجأ إلى المخلوق، بل أطلب من الخالق وتضرع إليه .

2- تقوى الله عز وجل والعمل الصالح هما بذاتهما يشكلان وقاية الإنسان من الحزن والاكتئاب والضيق .

3- الدعاء والتسبيح والصلاة في جوف الليل، فلعلك أن تصادف ساعة الإجابة فيفتح الله لك أبواب الفرج.

4- إن باب الأمل مفتوح، وهذا يبعد الضيق والحزن عن الإنسان، وتذكر قول الله تعالى : ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا))[الشرح:5-6].

أما فيما يخص الزواج: فهذا أمرٌ طبيعي، وذلك بسبب عدم توفر الإمكانيات، فعندما تفتح لك أبواب الفرج، وتكون أمورك المادية ميسرة يمكنك أن تقدم على الزواج، وأنصحك يا أخي أن تكثر من الصيام إن استطعت؛ فإنه وقاية لك حتى تجد من يقر بها الله عينك، وفقك الله وسدد خطاك.

د. العربي عطاء الله.

======================

وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
جزاك الله خيراً على سؤالك .

الصورة ليست واضحة تماماً فيما يخص حالتك النفسية، لكن أتصور أن المزاج الاكتئابي وفقدان الدافعية والثقة بالذات ربما تكون هي علتك الأساسية .

أولاً: أحب أن أؤكد لك يا أخي أنه من الضروري أن لا تخفض أو تقلل من قيمة ذاتك، وكما تعلم فإن الفشل هو دائماً الطريق للنجاح، أرجو أن تحاول أن تركز على الأمور والاستجابات الإيجابية الموجودة في حياتك، وتبني خارطة نفسية جديدة قائمة على هذا الأساس، فهذا سوف يساعدك كثيراً في تقليص السلبيات، وأن تقيم ذاتك ونفسك بصورة أفضل.

أنت محتاج أن تواصل على أدوية مضادة للاكتئاب والرهاب، وأحب أن أنصحك بأن تتعاطى العقار المعروف باسم بروزاك 20 ملجرام يومياً لمدة ستة شهور متواصلة، وهو من الأدوية السليمة والفعالة جداً وإن شاء الله يتحسن مزاجك عليه، وتزيد عندك الدافعية والتفكير الإيجابي.

لا أرى سبباً نفسياً يمنعك من الزواج، فقط عليك أن تتدارس الأمر بواقعية ودون تردد، وبالله التوفيق.

د. محمد عبد العليم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً