الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإنفاق على الزوجة خاصة إذا كانت يتيمة وحصول الأجر الأخروي بذلك

السؤال

السلام عليكم.

هل في إنفاقي على زوجتي من مأكل وملبس ومسكن أجر؟ وهل هناك أجر في الزواج من فتاة يتيمة الأب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان يؤجر على إنفاقه على أهله، وأفضل درهم ينفقه الإنسان هو ما يبذله لأهله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فيّ امرأتك).

فعليك بالإنفاق والاحتساب، وأبشر فإن الله كريم وهاب، وهكذا تتجلى عظمة هذا الدين الذي يشجع على الخير ويعطي الأجر حتى في الأمور التي يفعلها الإنسان لمتعة نفسه وإعفافها؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته: (وفي بضع أحدكم صدقة، فقالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! فقال: أفرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ قالوا بلى: فقال فذلك إذا وضعها في الحلال).

وإذا تزوج الإنسان بيتيمة أو كسيرة وقصد أن يرفع ما بها من البؤس واتقى الله فيها أجر على ذلك ونال حظاً ونصيباً من بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لكافل اليتيم، ورغم أن المرأة عند زواجها تكون كبيرة في سنها إلا أن كسر اليتم يصعب أن يلتئم بالنسبة للأنثى لضعفها، مع ضرورة أن لا يشعرها بأنه صاحب فضل عليها فيبطل ثوابه بالمن والأذى.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الصدق في النيات له منزلة عظيمة، ورب عمل صغير تكبره النية، ورب عمل عظيم يصغر ويتلاش لحقارة نية فاعله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وقد أسعدني هذا السؤال فسر على خطى وهدى خير الرجال الذي يقول: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، واعلم أنه لن يكرم النساء إلا كريم ولن يظلم ويهين المرأة إلا لئيم.

ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضها، وأن يرزقنا وإياك الإخلاص في الأقوال والأفعال والأحوال، وأن يجعلنا جميعاً ممن تأسى برسولنا الذي دلنا على أكرم الخصال.

ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يطيل لنا ولك في طاعته الآجال.

وبالله التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً