الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثناء الناس دليل على التميز

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هي الدلالة الشرعية والاجتماعية لشاب في منتصف العشرينات، أعطاه الله حسن الصوت والتجويد يجلس في أقصى الصف الأول منتظراً الإقامة حيث يقدمه أهل المسجد للصلاة بهم في صلاة الفجر عند غياب الإمام الراتب؟
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ التائب إلى الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الله تبارك وتعالى لا يعطي الدين إلا لمن يحب، ولكنه يعطي الدنيا لحقارتها من يحب ومن لا يحب، ولمن يؤمن ومن لا يؤمن؛ لأنها لا تساوي عنده جناح بعوضة، ولو كانت كذلك ما سقى الكافر منها جرعة ماء، فهنيئاً لك بما منَّ الله عليك به من التوفيق والنعم، واعلم أن الشكر يقيد النعم فلا تزول، كما أن الشكر يجلب المزيد؛ قال تعالى: ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ))[إبراهيم:7].

وأرجو أن تعلم أن العاقل إذا شعر أن الناس أحسنوا به الظن ارتفع لمستوى ظنهم وردد عبارة الصديق رضي الله عنه: "اللهم اجعلني أكبر مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون".

ولا شك أن الناس هم شهداء الله في أرضه، وثناؤهم على الإنسان دليل على تميزه، ومع ذلك فإن العاقل لا يغتر بذلك لأنه أعلم بنفسه منهم، كما أنه يوقن أن الله أعلم به من نفسه، فاسأل الله الثبات والسداد، وعوِّد نفسك الإخلاص لرب العباد.
ولا يخفى عليك أن تجويد القرآن مطلوب، وأن الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، كما أن تحسين الصوت بالقرآن يزيده حلاوة، وهو أمر مطلوب، وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة أبي موسى الأشعري وقال له: (لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلم أن التوفيق للطاعات من دلائل محبة الله لعباده المخلصين، كما أن وجود القبول بين الناس دليل على ذلك؛ لأن (الله سبحانه إذا أحب عبده أمر جبريل أن ينادي: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض)، واقرأ إذا شئت قول الله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا))[مريم:96].

ونسأل الله لك السداد والثبات.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً