الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاتفاق بين الخطيبين على تأخير الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود استشارتكم حول تأخير الزواج، بعد التشاور في ذلك مع التي أرغب أن تكون زوجتي في المستقبل، حيث إنها وافقت على تأجيل الزواج منها إلى حين الحصول على شهادة البكالوريوس -3 سنوات أخرى- تزامناً مع إتمامي لتربصي العام المقبل -إن شاء الله- والتحاقي بالعمل.

كنت قد أخبرت أهلها بذلك فتمت الموافقة على الخطبة عند اجتياز البكالوريوس، وكانت والدتي على علمٍ بذلك أيضاً، فما هو رأيكم في ذلك؟ وكيف أصبر على ذلك؟

علماً بأنها بعمر18 سنة، كما أني دائماً في طاعةٍ لله، وأحاول طاعة أوامره وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام، وخصوصاً في مثل هذه الأشياء.

وبارك الله فيكم وجزاكم عنا كلّ الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنيئاً لمن يحرص على طاعة الله، وشكراً لمن سأل ليعرف حكم الله، ونحن نبشرك بأن الخير بيد الله، ومرحباً بك في موقعك مع إخوانك في الله.

لا شك أن تأخير الزواج ممكنٌ مع الابتعاد، ولكنه يصعب إذا أكثرتم الزيارة والاتصال، ولذلك فنحن نقول خير البر عاجله، وأرجو أن تتركوا المسألة حسب ظروفك وظروف الفتاة وأهلها، مع ضرورة أن يحصل التيسير والبساطة، فـ(أكثر النساء بركة أقلهن مهراً).

كما نتمنى أن يكون التشاور بينك وبين أهل الفتاة فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا تلتفت لما يعمله بعض الناس فإنه يغضب رب الناس: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63].

لا يخفى عليك أن المسلم إذا تحيَّر في أمر فإنه يصلي صلاة الاستخارة؛ وهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ثم يشاور أهل الخبرة والدراية، ولن يندم من يستخير ويستشير ثم يتوكل على الخالق القدير.

أرجو أن يعلم الجميع أن طول فترة الخطبة أمرٌ يجلب الملل، ويصيب العلاقة بالضجر والخلل، وهذا ما ثبت في دراساتٍ متنوعة، وحتى الغربيون أدركوا تلك النتيجة، كما أن أهل الفتاة يصعب عليهم طول الانتظار لما ينطوي من الأخطار، وهو مع ذلك يصرف عن فتاتهم الأنظار.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وعليك بكثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً