الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصريح شاب بحبه للفتاة.. حب حقيقي أم فراغ عاطفي

السؤال

السلام عليكم.

بداية أحب أن أشكركم على هذه الخدمات الطيبة، وأدعو الله أن يجزيكم خيراً.
مشكلتي أنني عندما كنت بالجامعة تعرفت على فتاة أعجبت بها كثيراً، وحاولت التقرب منها، ولكنها رفضت لعدم جواز ذلك خلقياً، وأننا في فترة دراسة، وإن كانت تميل لي بدون تصريح، واحترمت رأيها في ذلك وانصرفت عنها، وبعد سنتين بدأت العلاقات تعود ولكن في حدود الزمالة، ولكني حقيقة أميل لها دائماً، وبعد انتهاء الدراسة بسنتين كانت هناك بعض الاتصالات البسيطة جداً على الإيميل حتى صرحت لها بأني أميل لها وأريد الزواج منها، وكان الرد بطلب ذلك من أبيها.

المشكلة أنني بعد أن صرحت بذلك أحياناً تأتيني هواجس أني في طريق خاطئ، وأن ذلك فراغ عاطفي، أنا أعلم - سيدي الفاضل - أن تصريحي لها بذلك لا يجوز، ولكن هذا ما حدث فعلاً، فقد صليت صلاة الاستخارة كثيراً عسى أن يهديني الله لما فيه الخير.

وأرجو المعذرة على الإطالة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا أظن أن هناك مشكلة في مقابلة أهله وجعل العلاقة رسمية، والاستغفار عن الذي حصل من قبل مع ضرورة كتمان ما حصل من اتصالات ومراسلات، وأرجو أن تعلم أن الوقوع في الخطأ لا يمنع من تصويب العلاقة، وأحسب أن الفتاة فيها خير حيث رفضت العلاقة الأولى ثم طلبت منك أن تخبر أباها، وكل ذلك يدل على أنها فتاة مؤدبة وأن وراءها رجالا من مصلحتك التعرف عليهم، فمعرفة الرجال كنز، ثم اعرض رغبتك عليهم فإن حصل التوافق والقبول فتوكل على الله وسر على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأرجو أن أعلن عن إعجابي بك لأنك عرفت قيمة الفتاة واحترمت قرارها، ولأنك سارعت بالسؤال، وكل ذلك يدل على ما عندك من الخير، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم، فلا ترجع إلى الوراء، ولا تتحسر على ما حصل وأقبل على الله عز وجل، واحمد الله الذي جعل العلاقة في إطار معقول، مع تحفظنا على مصلحة زمالة الذي اعتاد الناس أن يتساهلوا في التعامل مع الجنس الآخر تحت مسمى الزمالة، فانه لا زمالة ولا صداقة إلا وفق الضوابط الشرعية، والزميلة أجنبية ( بمعنى يجوز للإنسان الزواج منها).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالمسارعة لإتمام هذا المشروع الطيب، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً