الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حاولت كثيراً أن أصلي ولكن لم أستطع .. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: مشكلتي أني لا أستطيع الصلاة ولكني أحب ربي كثيراً، كما أني أقوم بعمل الخير وأقرأ القرآن وأحاول أن أفعل كل شيء يرضي الله تبارك وتعالى، وحاولت أن أواظب على الصلاة أكثر من مرة ولكني لم أستطع، بالإضافة إلى أن والدي ووالدتي استخدموا معي كل الطرق الممكنة من العقاب والنصيحة ولكني لم أستطع، وفي كل مرة أقول بأني سأبدأ من الأسبوع القادم ولكن لم يحدث ذلك، أرشدوني فأنا أريد التقرب من الله، وأتمنى أن أواظب على الصلاة فهي عماد الدين، ماذا أفعل؟!

ثانياً: أنا أحب كل الناس، ولكن لا أجد من يحبني ويفهمني، أو قد يكون هذا إحساس مني فقط، ولكني أحببت أناساً كثيرين جداً ولم أشعر منهم بحبهم لي. فماذا أفعل لكي يحبني الآخرون؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سالي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك لطاعته، وأن يحبب إليك الإيمان، وأن يزينه في قلبك، وأن يملأ قلبك بمحبته والشوق إليه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فكم أنا شخصياً سعيد برسالتك لأنني أعتبرها علامة على حبك لله ورسوله، وأنكِ فيك خير كثير، وأنكِ حريصة على أن تكوني من الصالحات، واعلمي - بنتي الفاضلة - أن هذه الرغبة هي أول الخطوات للعلاج والشفاء إن شاء الله؛ لأن مجرد شعور الإنسان بمشكلته ثم بحثه عن حلها هذه هي أهم عوامل النجاح، والله في عون البعد ما كان حريصاً على طاعته ويبحث عن مرضاته، وأول خطوات العلاج تبدأ كالتالي:-

1- أن تبدئي فوراً بمجرد قراءة هذه الكلمات في أداء الصلاة التي لم تصليها - إن كنت لم تصلي فريضة الوقت الذي قرأت الرسالة فيه - وهذا ضروري جداً.

2- أن تنسقي مع إحدى زميلاتك الصالحات أن تتصل بك عند الأذان أو دخول وقت الصلاة لتذكرك بالصلاة.

3- أن تبدئي فوراً بالوضوء أو الصلاة إذا كنتِ متوضئة بمجرد انتهاء المكالمة ولا تؤخري ذلك مهما كانت الأسباب.

4- أن تقترحي على والدتك وأخواتك أن يُصلوا جميع الفروض في جماعة في المنزل؛ لأن هذا سيعينك كثيراً على المحافظة على الصلاة في أوقاتها.

5- إذا سمعتِ الأذان وأنت في وضع مناسب للصلاة فاتركي الذي في يدك فوراً وتوجهي إلى الوضوء ثم الصلاة، وإياك التسويف وأن الوقت ما زال بالصلاة إذا كان المكان مناسباً.

6- إذا كنتِ خارج المنزل ولم تصلي فاجعلي أول شيء تبدئين به بعد خلع ملابسك أن تتوجهي إلى الحمام ثم الصلاة بعده مباشرة.

7- أكثري من الدعاء والإلحاح على الله أن يعينكِ على المحافظة على الصلاة.

8- اطلبي من والديك وإخوانك مساعدتك وتذكيرك على قدر الاستطاعة.

9- اعلمي - ابنتي الكريمة سالي - أنكِ أنت الوحيدة القادرة على مساعدة نفسك، فلا تعتمدي كل الاعتماد على المساعدات الخارجية، وإنما خذي قراراً من قلبك أن تحافظي على الصلاة، وابدئي فوراً في التنفيذ وصدقيني ستشعرين بالتغيير خلال أيام قليلة، فأهم شيء أنتِ، فأنت الوحيدة القادرة على مساعدة نفسك خاصة وأنك ستدخلين قبرك وحدك، وسوف تُسألين فيه وحدك، وستخرجين منه كذلك وحدك، وستقفين بين يدي الله وحدك، وستُسألين عن هذا الدين وحدك، وستمرين على الصراط وحدك، وقطعاً ستدخلين الجنة أو النار وحدك، فخذي قرار نجاحك من الآن وحدك، واعلمي أن الله يحبك ويريد أن يُدخلك الجنة فلا تضيعي هذه الفرصة قبل أن يفوت الأوان، فابدئي من الآن.

10- وهي من أهم النقاط، أن تحرصي على الصحبة الصالحة من الأخوات، وأن تلتحقي بأنشطة نسائية صالحة كدروس شرعية، مشاركة في صيام جماعي، أو زيارات عائلية أو أنشطة جماعية من شأنها أن ترفع مستواك الإيماني، وستلاحظين الفرق بعد انخراطك في هذه البيئة الصالحة.

وأما بالنسبة لسؤالك الثاني عن عدم محبة الناس لك فالذي أخشاه أن يكون هذا هو قصورك أو شعورك الشخصي، وإلا فالناس عادة ما يحبون الإنسان الطيب المتواضع الذي يحبهم ويحترمهم ويقدر مشاعرهم، ونحن لم يأمرنا الله بالبحث لماذا يحبنا فلان أو لا يحبنا فلان، وإنما أمرنا الله أن نُحسن معاملة الخلق، وأن نقول لهم الكلام الحسن الطيب، وأن نحب لهم من الخير ما نحبه لأنفسنا، وأن ندعو لهم بظهر الغيب بما يحبون، وألا نذكرهم بسوء في حضورهم أو غيبتهم، وفوق ذلك حسن العلاقة مع الله، فإذا كنت مطيعةً لله محافظة على شرعه ملتزمة بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أحبك الله، وإذا أحبك حبَّب فيكِ كل الناس دون أدنى مجهود أو تعب منك.

فعليكِ بحسن العلاقة مع الله وكذلك مع الناس، وسوف تُدركين بنفسك مدى التحسن والتغير الكبير الذي طرأ على علاقة الناس بك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين المحتلة فراس

    أنا مثلك

  • المغرب della maya

    جزاك الله خيرا . اشكرك

  • الجزائر بشرى من الجزار بوفاريك

    شكرا لكم كثيرا كثيرا

  • الجزائر roumaissa

    اشكرك على هذا

  • مصر نهى مجدى

    جزاك الله خيراً

  • مصر عمر

    شكرا لكى كثيرا

  • المغرب لبنى المغرب

    اشكركم جزيل اشكر اللخمد له

  • amina

    كرا على هذه النصائح الاكثر من رائعة حفظك الله و رعاك يا امي العزيزة شكككككككككككككككككرا

  • أوروبا صباح

    انا متلك يا أختي عمري 17 سنة أقسم بالله أنني اليوم سوف أبداء بالصلاة كانت هده اول مرة ادخل ألى هدا الموقع أشكركم جزيلا الشكر فلقد زدتموني رغبة في أن أدخل في طريق التوبة أرجوكم أدعو معي جزاكم الله خيرا

  • السعودية حاملة القران

    شكرا لى الموضوع لانى كان عندي نفس المشكلة...جزاكم الله خيرا.....

  • مصر زينب

    شككككككرا علي هذه النايح الغاليه وجزاك الله خيرا والاجر عند الله

  • فرنسا اسماء المغرب

    شكرآ علي النصيحة

  • الجزائر هديل

    شكرا لكم جزيلا

  • مصر دعاء عبدالقهار

    بارك الله وأعزكم

  • مصر أحلام

    شكراً بجد ده أثر فيا وهقول بكل أصحابي الكلام ده

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً