الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إصرار الزوج على مرافقة زوجته أثناء زيارة أهلها

السؤال

لا أعرف كيف أتعامل مع زوجي، ولقد ظننت بأن الحب هو كل شيء ولكني اكتشفت بأني مخطئة، ولكني مازلت أتعامل مع زوجي على هذا الأساس، فطاعتي له عمياء، ولا أرفض له طلباً، والمشكلة أنه لا يسمح لي بزيارة أهلي بمفردي، بل يجب أن أكون معه، وأن تكون الزيارة مرة كل أسبوعين.

مع العلم بأنه كلما تناقشنا في هذا الموضوع تشاجرنا وأطلب الطلاق، وهو دائماً يهددني بقوله: (أتريدين الذهاب إلى أهلك؟ اذهبي وامكثي عندهم وسأرسل لك ورقتك)، فأوافق على ذلك، ولكن في النهاية لا أذهب لأهلي، ثم ننسى الموضوع وترجع علاقتنا جيدة وكأن شيئاً لم يكن.

أرشدوني كيف أفتح معه هذا الموضوع لأني أخاف جداً من مجرد الكلام فيه؟ مع العلم بأنه بوصيني دائماً بأن لا أغضب أهلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shatha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن إصراره على الذهاب معك وعدم تركك وحدك مظهرٌ وسلوك إيجابي محمود، فلماذا تتضايقي من ذلك؟ وإذا كان يوصيك بعدم إغضاب أهلك فهذا يدل على أنه حريص على الخير عارف بمصلحته ومصالحك، وأرجو أن لا تخبري أهلك بما يحصل؟ ولست أدري ماذا تريد المرأة التي لا يريد زوجها أن يتركها وحدها؟ وما أجمل أن يأخذ الرجل امرأته لتزور أهلها ثم تعود في صحبة زوجها، أليس ذلك دليلاً على حبه لك؟

وأرجو أن تدركي ما يخيف هذا الزوج وتتفهمي نفسيته، فربما كان تعلقك بأهلك أكثر من المطلوب، فأنت حنانه، فإذا كان الأمر كذلك فاعلمي أن أولى الناس بالمرأة زوجها، وأن مدة الأسبوعين مناسبة إلا إذا كان أهلك بحاجة إليك لكبر سن وضعف أو مرض، وربما كان في أهلك من يحرضك وزوجك يخاف من آثار بقائك لمدة طويلة عندهم، وربما كان في أهله من لا يريد كثرة تردده على منزلكم، وربما وربما .... وعلى كل حال إذا عرف السبب بطل العجب وسهل إصلاح الخلل والعطب.

وقد أسعدني عدم ذهابك لأهلك إلا بعد رضاه، وهذا دليل على كمال عقلك، ونسأل الله أن يوفقك.

وكنت أتمنى أن أعرف عمر الزواج، ولكن يظهر لي أنكم في البداية، وسوف يتأقلم كل منكما على الآخر، وأرجو أن يقدم كل واحد منكما تنازلات ليكون اللقاء في منتصف الطريق، وأرجو أن تتعاملي معه بلطف، وأن تسكتي إذا غضب، وأن تختاري الأوقات المناسبة لطلباتك، واستخدمي أنوثتك وسحرك ولباقتك في إقناعه، وابتعدي عن الندية والعناد، واشكريه على وصيته لك بأهلك، واحترمي أهله وشجعيه على برهم وصلتهم، كما نتمنى أن تحملي رفضه على أحسن المحامل، والتمسي له الأعذار، وأعيدي قراء ما كتب لك في بداية الإجابة، وأكثري من التوجه إلى من يملك الهداية، وأصلحي ما بينك وبين الله وسوف يصلح لك ما بينك وبين زوجك، وعاونيه على الطاعات، وافتخري به، وأظهري سعادتك بوجوده في حياتك، وحبذا لو قلتِ له: اختر لنا وقتاً مناسباً لأذهب لأهلي، يعني لا تطلبي وتصري وتقولي الآن، وإذا رفض فغيري الموضوع، وكرري الطلب في وقت آخر حتى لا تحصل تطورات لا تُحمد عقباها، وتذكري ما عنده من إيجابيات ليسهل عليك تقبل السلبيات.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله والصبر فإن العافية للصابرين، وهو سبحانه مع المتقين.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً