الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الحاجة إلى الزواج بعد سن الأربعين؟

السؤال

السلام عليكم

إنني أب لولدين وجد لأولادهم، وأعيش وحيداً، أعني مطلق، كثير من الأصدقاء والأهل نصحوني بالزواج، ولكن الأمر عندي أنني لا أرغب في مزيد من الأولاد.

أولاً: أعيش في دولة غير مسلمة، ولي وظيفة وملتزم، أخاف الله، -والحمد لله-.

هل توجد نساء فوق سن 40 من العمر يرغبن في الزواج بدون إنجاب الأولاد؟

أرجو الرد بكل صدق وصراحة، وشكراً لكم سلفاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hakim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن ننصحك بالمسارعة إلى إعفاف نفسك، فإن معإذن رضي الله عنه لما ماتت زوجته في الطاعون وكان هو أيضاً مصاب بالمرض قال للصحابة: زوجوني، فقالوا له: وأنت في هذه الحالة؟ قال: نعم، فإني أكره أن ألقى الله أعزباً.

وهذا ما فعله الإمام أحمد -رحمه الله- عندما ماتت زوجته الوفية قال لهم في يوم موتها: زوجوني. قالوا: يرحمك الله وأنت في هذه الحالة؟ قال نعم: فإني أكره أن أبيت ليلة بدون زوجة، وهذا من فقههم، فإن العفة بضاعة غالية في الدين، وقد لا يفكر الإنسان في المعاشرة في تلك اللحظات، ولكن ماذا يفعل إذا احتاج لذلك، وماذا يفعل من يعيش في هذا العصر وفي بلاد الكفر والعهر؟

وقد أسعدني طلبك للصراحة والحق، وهذا دليل على صدقك وسوف نبادلك الصدق والنصح والصراحة، ومن هنا فنحن نقول لك: ابحث عن صاحبة دين تكمل معها بقية المشوار، ولا تعقد بنية عدم الإنجاب، فإنك لا تدري لعل الولد الصالح الذي سوف يكون سبباً لنجاتك وفلاحك لم يأت حتى الآن، ثم اعلم أن الزوج والطفل وكل الأبناء يولدون بأرزاقهم التي تكفل بها خالقهم سبحانه، بل قدم رزقهم على رزقنا معاشر الآباء فقال: (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ)، [الإسراء:31] كما أن المسلم يحرص على تكثير أعداد الموحدين المصلين، وقد لا تجد امرأة ترضى بأن تعيش معك وتتعاهد معك على عدم الإنجاب، علماً بأن ذلك بيد الله، وما من نسمة كائنة إلا أخرجها من قدر خروجها بحوله وقوته، كما أنه سبحانه ضمن لها رزقها قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)، [هود:6]، وقال سبحانه: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)، [الذاريات:22] وقال عن نفسه سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، [الذاريات:58].

والإنسان في كبره وضعفه يحتاج إلى من يقف إلى جواره من زوجة وأولاد، واعلم بأننا نختلف عن القوم في عقيدتنا وقيمنا وطريقة تفكيرنا، فإن اهتموا بتربية الكلاب والحيوانات فلنحسن تربية أبنائنا وسوف نجد عندهم الوفاء والخير ومن ورائهم الأجر والثواب من الرحيم الوهاب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وطاعته، ومرحباً بك في موقعك وبين إخوانك وأبنائك.

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً