الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والداي يريدانني التزوج بثانية للإنجاب وزوجتي ترفض!

السؤال

نرجو منكم التكرم بإنارة بصيرتنا، وإفادتنا في هذه المسألة، فرج الله همكم وجعلكم سراجاً منيراً للحائرين.

أنا بعمر 34 عاماً، الابن الوحيد لأبوين شيخين كبيرين، متزوج منذ نحو 12 سنة، وأعيش وزوجتي مع والدي في ريف مصر، لم يأذن الله حتى هذه اللحظة بالذرية، ورغم سعينا الحثيث في الأخذ بالأسباب في الطب الحديث، والتي منها عمل العديد من محاولات الإخصاب المعملي (أطفال الأنابيب)، وطبياً فإنني أعاني من ضعف واضح وشديد في مستوى الخصوبة يضعف بصورة كبيرة من فرص الحمل الطبيعية، ولكنه لا ينفيه نهائياً، كما تصبح فرص الحمل أفضل نسبياً مع الحمل المعملي.

أبي وأمي منذ سنوات يبكيان لكي أتزوج زوجة ثانية على أمل الإنجاب، ووجود وريث يتوج ما جمعاه خلال رحلة كفاحهما وكفاحي، ويستندان في ذلك إلى أن تحاليلي أحياناً تصبح طبيعية، وإن كان ذلك في فترات قليلة.

كما أن فرص الإخصاب المعملي لا بأس بها، وإن ذلك من باب الأخذ بالأسباب، أيضاً زوجتي تبكي وتعلن أن زواجي بأخرى يعني طلاقها، ورغم اعترافها بحسن عشرتي لها، وتستند في ذلك إلى أنها ضحت كثيراً بالعيش مع والدي، كذلك قبولها لمسألة ضعف خصوبتي رغم أنها طبياً لا يوجد لديها مشاكل واضحة.

كما أنها لا تتحمل عبء هذه الخطوة، وترى أنني بإقدامي على هذه الخطوة أكون ظالماً وجاحداً غير راض بقضاء الله.

سؤالي تحديداً هو: أي الرأيين أهدى سبيلاً إلى الله: هل زواجي بثانية هو عدم الرضا بقضاء الله؟ وهل عدم زواجي عقوق لوالدي وترك للأسباب وتحريم لما أحل الله؟ أرجو أن تردوا علي أي السبيلين أهدى إلى الله؟ أنار الله بصيرتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن زواجك بالثانية لا يدل على عدم الوفاء لزوجتك الأولى إلا إذا قصرت في حقها، ولم تعرف فضلها وظلمتها، ونسيت ما مضى من خدمتها، وليس من حقها أن تقف في طريقك في أمر شرعه الله لك ولغيرك، ويؤسفنا أن نقول: إن نساءنا يتعاملن مع هذه الأشياء بثقافة المسلسلات التي تهدف إلى سد أبواب الزواج بالطيبات، وفتح أبواب الخنا والفسوق واتخاذ الخليلات.

نحن ننصحك بعدم التفريط في زوجتك الأولى، وندعوك للاهتمام بها، وإكرامها بما يتيسر من المال قبل أن تتزوج بالثانية، وربما كان الدخول على الثانية سبباً في إنجاب الأولى والثانية، والله على كل شيء قدير.

نحن نتمنى أن تحسن اختيار الزوجة الجديدة، وأن تبين لها فضل أختها التي سبقتها، وأن قيمتها سترتفع عندك بصبرها على والديك وعلى زوجتك الأولى، وإذا حصل نفور من الزوجة الأولى فقابل ذلك بالحكمة وأحسن صحبتها، واحتمل ما يصدر منها وذكرها بربها وترفق بها.

أرجو أن تتعامل مع هذه المسألة بمنتهى الصدق، واسأل نفسك هذه الأسئلة: هل أنت قادر على الإنفاق على أسرتين، وتوفير السكن الشرعي لهما؟ وهل أنت قادر على العدل؟ وهل لك رغبة في الزوجة الثانية، أم أنك تريد أن تجامل فقط؟ وهل يمكن أن تكرر المحاولات في مسألة العلاج؟

ليس في عدم زواجك بالثانية عقوق لوالديك، وربما كان في استجابتك إدخال للسرور عليهما، وعليك إرضاءهم في كل الأحوال، ولا شك أن أفضل الرأيين ما كان فيه عون لك على طاعة الله، والزواج الناجح هو ما كان عن رغبة وحرص على إقامة حدود الله.

لا يخفي عليك أن المسلم يستخير ربه إذا لم يتبين له الصواب والخير، ولأهمية الاستخارة فقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، فشاور من حضرك من أهل الخير، وتوجه إلى من بيده الخير والتوفيق والهداية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً