الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب من الموت بعد حلم مزعج .. الأسباب والعلاج

السؤال

منذ حوالى 4 أشهر حلمت حلما مزعجا وليس رؤية، بعد ذلك جاءتني أعراض هبوط ودوار وخفقان للقلب فتوهمت أنها حالة موت، وذهبت إلى المستشفى واكتشفت بعد ذلك أنها حالة التهاب في الأذن الداخلية تسبب الدوار والغثيان، وشفيت منها والحمد لله.

ولكن بعد ذلك يأتيني إحساس شديد بالموت دائماً عند حدوث أي شيء أتخيل أنه مقدمة للوفاة ولا يحدث شيء، لدرجة أنه كلما احترقت لمبة في البيت (مصباح)، أو جاء أحد لزيارتنا أشعر أنه جاء لأني سوف أتوفى، ولكني كنت أقاوم، وبدأت أحافظ على الصلوات في المسجد، مع العلم أني أحافظ على الصلوات ولكني بدأت أحافظ دائماً عليها، والتزمت بقراءة الأذكار صباحاً ومساء وقبل النوم، فبدأت هذه الأحاسيس تقل تدريجياً والحمد لله مع بقائها على فترات متفاوتة، وتأتيني أحياناً قبل النوم، حيث يأتيني شعور أني لن أقوم، ولكن بعد الأذكار بدأت هذه الحالة تخف حدتها، ولكنها ما زالت موجودة، وأحياناً أتذكر ذلك الحلم فتأتيني هذه الحالة.

أرجو منكم الإفادة جعلكم الله سبباً من الأخذ بأسبابه للشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً، وأعتقد أن استشارتك هذه قد مرت علينا أيضاً في وقت سابق، والذي حقيقةً أود أن أؤكده لك أن كل الأمر مرتبط بموضوع الحلم المفزع والمزعج، وحدث لك بعد ذلك ما يعرف بالارتباط الشرطي، أي أن هذه المخاوف انتقلت من الوضع الذي بدأت به، وأصبح هنالك نوع من الاستمرارية.
هذا النوع من المخاوف أدى إلى نوع من التطير والتشاؤم، وأصبحت تأخذ الأمور بقرائنها السلبية وتبني على ذلك.
حقيقةً في بعض الأحلام المزعجة يحصل هنالك إفراز شديد لمادةٍ تعرف باسم أدرانلين، وهذه المادة تؤدي إلى زيادة في ضربات القلب، وخفقان، وهذا بالطبع مرتبط بالمخاوف، وفي ذات الوقت مع هذه الأحلام المزعجة تكون مرحلة النوم هي مرحلة ما يعرف بمرحلة حركة العين، وفي هذه المرحلة تصاب العضلات بنوع من الاسترخاء، وهذا الاسترخاء الشديد ينعكس على الإنسان في أنه يشعر بأنه لا يستطيع أن يهرب من الموقف الذي هو فيه، وهذا بالطبع يؤدي إلى مزيد من الخوف والمتاعب.
أخي! إذن العلاج هو أن نرجع الأمر إلى أصله، وأصله في هذه الحالة هو هذا الحلم الذي حصل لك.

أرجو أن تحقر الحدث نفسه، والحدث في هذه الحالة كما ذكرت لك هو الحلم المزعج، خذه بأنه غير رؤيا كما ذكرت، وهوا لحلم، والحلم من الشيطان، وعليك أن تحقره وأن تحاول أن تقلل من قيمته، قل لنفسك أنا يجب أن لا يلتصق هذا الأمر في كياني وتفكيري ويكون عائقاً لي، هو مجرد تجربة، وهذه التجربة تحصل لكثير من الناس، وهو ليس حقيقةً مطلقاً، وأرجو أن تستفيد أيضاً من التفسير العلمي السابق الذي ذكرته لك؛ لأن ذلك سوف يوطد ويقوي قناعاتك النفسية الداخلية بأن الأمر ليس حقيقةً.
إذن أخي! المطلوب منك هو التجاهل، إذا تجاهلت الأمر بقوة، هذا سوف يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، أي سوف ينقطع الحبل أو الصلة الرابطة ما بين الحلم المزعج وما تولد عنه من مخاوف ووساوس وقلق توقعي يتسم بالتشاؤم والتطير، وعليك - يا أخي - أيضاً أن تجتهد في أن لا تتطير مطلقاً، وأن لا تتشائم، وأن لا تكون هنالك تفسيرات طقوسية للأمور، الأمر كله بيد الله، والإنسان يجب أن يكون متفائلاً، ولا داعي لقرائن أو ربط الأمر بهذه الصورة .
أجر مع نفسك هذا الحوار الداخلي النفسي، وأنا على ثقة إن شاء الله أنك سوف تصل إلى قناعات جديدة.

الحمد لله أنت ملتزم بصلاتك، وتلاوتك، وأذكارك، وهذا بالطبع سوف يقوي إن شاء الله من عضدك، ويعطيك القوة على الصبر والتوكل وأن تأخذ الأمور بصورة فيها التفاؤل والأمل بصورةٍ أفضل .

أخي لا بأس أبداً أن تأخذ أحد الأدوية التي أراها سوف تساعدك كثيراً، هنالك دواء يعرف باسم سبراليكس، فهو إن شاء الله يقلل من هذه المخاوف والوساوس، وهذا التفكير السلبي الذي سيطر عليك، ابدأ بتناول السبراليكس بجرعة 5 مليجرام أي نصف حبة يومياً بعد الأكل، يمكنك أن تتناوله ليلاً، أو لا مانع حتى أن تتناوله في أثناء النهار، ولكن من الأفضل أن يكون بعد الطعام، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 10 مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعدها خفض الجرعة إلى 5 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك خمسة مليجرام يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن العلاج .

خذ بهذه النصائح وهذه التوجيهات والإرشادات، وأنا مطمئن تماماً أن هذا الأمر سوف ينتهي، وعليك أن توجه طاقاتك نحو وظيفتك، وهي أنك مدرس، وهذه في رأيي من أرفع ومن أنبل المهن، وعليك أن تطور نفسك في هذا المجال، وفي مجال التواصل الاجتماعي، والمجال الدعوي - أنت أخي - لديك الكثير الذي يمكن أن تقوم به، ولا تضيع وقتك مطلقاً مع هذه المخاوف والأفكار التشاؤمية .

وختاماً: نرجو منك الاطلاع على هذه الاستشارة (225898)، ففيها الكثير من الفائدة فيما يخص الأحلام المزعجة.
أسأل الله لك التوفيق والشفاء والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً