الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نحدد هدفنا في الحياة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فى البداية أحب أن أشكركم على هذا المجهود الطيب، وأسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناتكم.

أما بعد: فأنا عندي مشكلة مصيرية تؤرق حياتي، وهي أني ليس لي هدف في الحياة، فأنا ليس لي ميول محددة فأقرر ماذا أريد، ولذلك دخلت أي كلية لأن ليس لي هدف في الحياة.

فأنا كل ما لدي أني أنبهر بشخص ما وأقول: هدفي في الحياة ستكون كاهتمامات هذا الشخص الذي أعجبني! ثم ما أمكث أن أتركه سريعاً، أتدري لماذا؟ لأنه ليس نابعاً من داخلي، وليس من رغبتي، ولكنه نتيجة انبهاري بهذا الشخص، هذا كل ما لدي!

وأنا أسأل: هل هناك طريق أو تمرين معين أو كتاب أو إصدار صوتي أو أي شيء مفيد يفيدني في حل هذه المشكلة؟

وجزاكم الله خيراً كثيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أولاً: الذي أود أن أؤكده لك هو أن الأهداف في الحياة موجودة لدى كل إنسان، حتى الذي يعتقد أنه ليس له هدف في حياته لابد أن تكون له أهداف، ولكن ربما لم يعطها الأهمية في تفكيره، ليس من الضروري أن يكون هذا في أن أقول إنني سوف أصبح طبيباً أو طياراً أو عالماً، هذا ليس ضرورياً، الضروري هو أن أجيد ما أقوم بعمله الآن، وهذا هو الذي سوف يضعني في الهدف الصحيح، أي إذا حددت الآليات والطرق التي توصلني للهدف من دون أن أحدد الهدف، هذا أيضاً شيء فعّال ومجرد وممتاز جدّاً.

أنت الآن بالتأكيد في مرحلة الدراسة، مهما كانت الكلية التي تدرس فيها، الذي أراه وأنصحك به هو أن تُجيد ما تقوم بعمله، أياً كانت هذه الكلية، أي إنسان يمكن أن يكون فعّالاً ومؤثراً في المكان الذي هو فيه إذا أجاد.

إذن عليك أن تسلح نفسك بالعلم وبالمهارات وبالإجادة، وهذا بالتأكيد سوف يكوّن الهدف أمامك وسوف تجد أن الهدف قد تحقق، وليس من الضروري في بعض الحالات أن أضع هدفاً، أنا أكرر ذلك، الضروري هو أن أجيد، والإجادة سوف تساعدني في بناء الهدف ثم الوصول إليه.

أما موضوع الانبهار بالناس ففي عمرك هذا أمر عادي جدّاً، هو جزء من أحلام اليقظة التي قد تحدث للإنسان، الإنسان قد ينبهر وقد يتمنى أن يصبح مثل هذا الشخص أو ذاك، وهذه ظاهرة لا نراها مضرة، هي ظاهرة عادية وربما تكون صحية في بعض الأحيان، ولكن لا بأس من أن يبني الإنسان نوعا من القدوة، ونحن نعتقد أننا إذا رأينا ونظرنا في تاريخنا الإسلامي سوف نجد أن هنالك الكثير الذين يمكننا أن نقتدي بهم، والحمد لله فتاريخنا حافل بهم.

أرى أن كل شاب في عمرك يا ليته لو تمثل بالصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنه، اقرأ تاريخه، تمعن فيه، وقل: علِّي إن شاء الله أصل إلى سمة من سماته، هذه تساعد إن شاء الله في الوصول إلى الأهداف.

عليك أيضاً أن تحتوي نفسك وتشملها بالثقة الذاتية، كن واثقاً في نفسك وفي مقدراتك، لا ترى نفسك أضعف من الآخرين، كن مفكراً إيجابياً، ويمكنك أخي أيضاً أن تنضم لبعض الجمعيات الشبابية والطلابية الفعّالة، هذا إن شاء الله يعطيك الدافع الجماعي، الدافع الجماعي يوطد من ثقة الإنسان في نفسه وفي مقدراته.

إذن كل التمارين المطلوبة منك هي التفكير الإيجابي، وتوجد الكثير من الأشرطة والكتيبات التي تحدثت في هذا السياق، ولكن هذا هو خلاصة الأمر، وعليك اتباع الإرشاد السابق.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً