الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مطلق تعرفت عليه عبر موقع زواج.. فهل تنصحوني بالقبول به؟

السؤال

أنا بنت محترمة جداً، تعرفت على رجل عن طريق موقع الزواج فتعلقت به كثيراً، وهو كذلك، فكلم أخي وتعرف عليه، وكذلك أمي وأخي وزوجته، والكل يعلم بأنه سيأتي للزواج بي بعد رمضان.

المهم هو الآن طلق زوجته؛ لأنه يعاني من مشاكل كثيرة، وغير مرتاح معها نفسياً، وهي كذلك، وعنده منها أولاد، فأرجوكم أرشدوني هل أقبل به أم لا؟

أنا متعلقة به جداً؛ لأنه هو الرجل الذي كنت أتمناه، وهو يخاف علي ويريدني على سنة الله ورسوله، وما شدني نحوه هو حبه لله سبحانه وتعالى، وهو متدين ويحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو يصلي ومتشبث بالدين كما كنت أتمناه في رجل المستقبل.

أرشدوني الله يجزيكم الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا تفرطي في رجل يحب الله ورسوله، ولا تستعجلي حتى تروه على الطبيعة وتتعرفوا على أسرته، وتتأكدوا من حسن أخلاقه، فإننا نفرح بصاحب الدين والخلق، ورغم أن الخلق داخل في الدين، إلا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أفرده فقال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه)، ولا أظن أن المكالمات والمراسلات كافية في الدلالة على خيرية الرجل وتدينه، خاصة والرجل خارج من تجربة فاشلة، وحبذا لو تمكنتم من معرفة أسباب الفشل في تلك التجربة.

وقد أحسن في التعرف على أخيك وأهلك، وكم تمنينا أن تكون البداية بذلك، فالرجال أعرف بالرجال، وأهلك أحرص الناس على مصالحك، ولأن خير البر عاجله، فنحن ننصح بإيقاف هذه العلاقة حتى يطرق الباب ويقابل أهلك والأحباب، وتتمكنوا من رؤيته، وهو كذلك، فإن مواقع الإنترنت والمكالمات لا تعطي إلا جزءًا من الحقيقة، كما أن تلك الفترة تظهر فيها المحاسن دون المساوئ.

ونحن نتمنى أن لا يكون قد طلق زوجته من أجلك، أو اشترطت عليه ذلك، وأرجو أن يجد التشجيع على الوفاء لزوجته الأولى، وتجنب الظلم لها، والاهتمام بأبنائها، وأنت أول من يجني ثمار الصدق في النصح له والإخلاص، وإذا صدقت الأوصاف التي ذكرت فهذا رجل تتمناه كل صالحة، ويرغب فيه كل أب يريد الخير لبناته.

ونحن نتمنى أن تعلن هذه العلاقة، وأن تحدث المقابلة في حضور المحارم، ونتمنى أن يكون الانطباع بعد الرؤية الشرعية جيداً؛ وذلك لأن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

وحتى يحصل ذلك، هذه وصيتي لك بتقوى الله، والإكثار من الاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا المختار، مع ضرورة الإكثار من التوجه إلى من يملك التوفيق والهداية، وعليك بصلاة الاستخارة، وشاوري محارمك أهل الخيرة والدراية.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً