الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجرعة المثالثة للإيفكسر وآثاره الجانبية

السؤال

زوجتي تأخذ دواء ايفكسور إكس آر بمعدل 150 بعد الفطور و75 بعد الغداء يومياً، وقد استفادت بحمد لله من هذ الدواء من نوبات الهلع التي كانت تأتيها، وسؤالي هنا - يا دكتور - هل تعتبر هذه الجرعة اليومية عالية؟ وهل لها تأثير على الكبد والكلى؟ وما هي الجرعة المثالية والعادية له؟ وما هي أهم الآثار الجانبية لهذا الدواء على المدى الطويل؟

يا دكتور، ما هو أفضل دواء مساند ومساعد لهذا الدواء بهذه الجرعة؟ وهل تنصح بأخذه معه؟ وأيضاً زوجتي - يا دكتور - تريد أن تنام نوما مريحا فهل تنصح بأخذ دواء مع ايفكسور اكس ار للنوم إذ أن هذا الدواء لم يفدها في تحسين نومها.

هل يجوز أن تأخذ دواء الثايروكسين للغدة الدرقية لزيادة فاعلية الايفكسور بجرعات صغيرة جداً مثلاً جرعة 50 ميكروجرام حتى ولو كان عمل الغدة سليما؟

جزاكم الله الفردوس الأعلى من الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لجرعة الإيفكسر اليومية، حقيقة هي بالطبع تتفاوت من إنسان لإنسان حسب وزن الإنسان، ولكن بصفة عامة نقول أن 225 مليجرام في اليوم تعتبر هي الجرعة الكافية، وفي بعض الحالات ربما نضطر أن نرفع الجرعة إلى 300 مليجرام في اليوم، ويجب ألا تتعدى الجرعة هذه الكمية، والإيفكسر بصفة عامة هو من الأدوية الممتازة ومن الأدوية السليمة جداً وفعاليته عالية؛ حيث أن هنالك دراسات تفيد أن حوالي 20 إلى 30% من المرضى الذين لا يستجيبون لأدوية الاكتئاب الأخرى ربما يستجيبون للإيفكسر.

بالنسبة الجرعة التي تتناولها زوجتك وهي 225 مليجرام لا تعتبر جرعة عالية، ولا تؤثر أبداً على الكبد ولا على الكلى، ولكن دائماً أنا أقول بصفة عامة قبل أن يبدأ الإنسان هذه الأدوية يجب أن يقوم بفحص الأعضاء الأساسية، وهنا نقصد وظائف الكبد ووظائف الكلى ومستوى الدم والسكر، هذه أسس عامة، وبعد ذلك تكرر هذه الفحوصات بعد ستة أشهر؛ لأن الأدوية ربما ترفع إنزيمات الكبد بعض الشيء، لا أقول الإيفكسر ولكن هذا يحدث مع أدوية كثيرة، وحتى إذا حدث ذلك لا يعتبر همّاً طبياً أساسيّاً ما دام هنالك نوع من المتابعة.

بالنسبة للآثار الجانبية للإيفكسر، فهو ربما يزيد الوزن قليلاً.

ثانياً: من أهم آثاره الجانبية أن هذا الدواء إذا أوقف فجأة ربما يؤدي إلى ردة فعل سلبية تتمثل في ظهور قلق وتوتر وتعرق، وربما شعور بالغثيان والدوار، ولذا دائماً ننصح بأن يتوقف عنه المريض بصورة تدريجية.

هنالك دراسات أيضاً تدل أن الإيفكسر بجرعة 150 إلى أعلى ربما يؤدي إلى ارتفاع بسيط في ضغط الدم، لا يزيد عن 5 إلى 10 درجات، وهذا لا يمثل هاجساً أساسياً ولا يحدث لكل المرضى، وأنا دائماً حقيقة أقوم بقياس ضغط الدم لمرضاي الذين يتناولون هذا الدواء وأشرح لهم ذلك مما يطمئنهم كثيراً، هذه تقريباً هي الآثار الجانبية الأساسية.

بالنسبة لبعض الرجال أيضاً ربما يشتكي البعض منهم من صعوبات جنسية بسيطة تتمثل في قلة الرغبة الجنسية، ولكن –كما ذكرت– أقلية جدّاً من الرجال.

بالنسبة للأدوية التي ربما تكون مساعدة لتنشيط فعالية الإيفكسر، يعتبر البوسبار من الأدوية الطيبة التي تدل بعض الأبحاث أن هذا الدواء ربما ينشط أو يزيد من فعالية الإيفكسر، فلا مانع أن تتناوله السيدة الفاضلة زوجتك بمعدل 5 مليجرام صباحاً ومساء.

هنالك قضية الإضافات الدوائية الأخرى، هذا الموضوع من المواضيع الخلافية جدّاً، وكما ذكرت أنت في رسالتك فالثايروكسين وهو المادة التي تفرزها الغدة الدرقية، هنالك دراسات تشير أن هذا الهرمون يعتبر أيضاً من المنشطات التي يمكن أن تضاف للأدوية المضادة للاكتئاب، خاصة الأدوية ثلاثية الحلقات، مثل التفرانيل، لكن هذه الدراسات ليست قطعاً أو تأكيداً، أنا شخصياً قمت بعدة محاولات لإضافة الثايروكسين مع أدوية بالنسبة لحالات الاكتئاب المطبق والمقاومة ولم تكن النتائج بصراحة مشجعة، ولكن لا مانع من محاولته حيث أنه لا يضر، وإن كنت أرى أن زوجتك يمكن أن تكتفي بالإيفكسر مع البوسبار.

بجانب الثايروكسين هنالك عقار يعرف باسم بندالول Bindolol، أيضاً هنالك دراسات تشير أنه من الأدوية الداعمة في علاج الاكتئاب، وقطعاً ربما يكون أيضاً اطلعت أن عشبة القسيس جون لها بعض الصفات المضادة للاكتئاب، ويقال أن إضافتها للأدوية المضادة للاكتئاب ربما تساعد في تنشيط هذه الأدوية.

هذه أمور لا أرى أنه من الضروري أن تشغل نفسك بها؛ لأن فيها الكثير من الفنيات المهنية وفيها الكثير من الأمور الخلافية، وهي في ذات الوقت تعتمد على التدريب الذي تلقاه الطبيب وخبرته في استعمالها.

بالنسبة لتحسين النوم؛ الإيفكسر لا يعتبر محسناً جيداً للنوم، ولكنه قد يحسن النوم بصورة غير مباشرة وهي بإزالة الاكتئاب، لا أعتقد أن إعطاء إيفكسر XR سوف يحسن من النوم، أنا أعتقد إن شاء الله بعد أن يتحسن مزاج الأخت الفاضلة سوف يتحسن نومها، ويمكنها أن تتجنب النوم النهاري، يمكنها ألا تتناول أي من المنبهات والمثيرات مثل الشاي والقهوة والبيبسي بعد الساعة السادسة مساء، ويمكنها أيضاً أن تتناول حليبا دافئا قبل النوم وتكون حريصة على أذكارها الليلية، هذا كله إن شاء الله يفيد في تحسين النوم.

هنالك أيضاً دواء بسيط جدّاً يوجد في الصيدليات ولا يحتاج لوصفة طبية، يعرف هذا الدواء باسم سليب أشور Sleep assure، يمكنك أخي أيضاً أن تتحصل عليه من الصيدليات، وكما ذكرت لا يحتاج لوصفة، ويمكن لزوجتك أن تتناوله ليلاً وهو دواء بسيط وطيب وغير إدماني وغير تعودي، يمكن إن شاء الله يساعدها في نومها ولا داعي للمنومات الأخرى.

أسأل الله لها الشفاء، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً