الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بشاب رغم اختلاف المستوى وبساطة وظيفته

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

هناك حديث دار بين العائلة بخصوص طلب ابن خالتي الزواج مني، المعلومات التي أعرفهــا بأنــه يريدني واختارني بالاسم، لذا أشعر بأنني مرتاحـة، وحيث أني صليــت الاستخارة أكثر من مرة والحمد لله أشعر بطمأنينة، وأخواتي لم يعارضن بمعنى الكلمة، ولــكن من حديثهن عن ابن خالتي بأنــه غير مناسب لي كوني متعلمة ومستوى تفكيري يختلف تماماً عن مستوى تفكيره.

هو حاصل على شهادة الإعدادية فقط، والآن يعمل في الشرطة، أخلاقياً هو حسن السيرة والسلوك، ولكــن العيب الذي يتحججن بــه أخواتي بأنـــه غير مناسب لي وأنــه مجرد موظف في الشرطــة ودائمــا يرددن كلمــة (جندي) على مسمعي، وأشعر بأنهن يصغّرنــه أمـامي فأغضب فقط لأنه ابن خالتي ولا أرضى عليه.

هل أسمع كلامهن؟ وإذا دار الحديث مرة أخرى كيف أستطيع أن أقول رأيي ببساطة بحيث لا يشعرن بأن عاطفتي أنجرت إليــه.

أسأل نفسي دائمـاً حتى إذا رفضتــه فأنا سأخلق مشاكل في العائلة، وأيضاً سأحمل ذنبـــاً كبيراً على عاتقي كوني رفضت من هو من لحمي ودمــي، وأيــضــا كيف سأواجه خالتي بعد رفضي لابنهــا، وأخواتـــه اللاتي يلمحن دائمـاً بأنني سأكون زوجــة أخيهن، وكيف ستكون نظرتهن إلي؟

الأهم في الأمر ابن خالتي كيف سيتقبل رفضي؟ وأنا أعلم بأنــه يحبني.

أفيدوني أفادكم الله.

كيف أوازن أفكاري وأتخذ القرار الذي لن أندم علــيه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ر. م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن الخالة أمٌ، وابن الخالة عزيز، فكيف إذا كان صاحب خلق وأدب غزير؟ وهل يوجد من هو أفضل للفتاة من صاحب الدين والخلق؟ وهو مع ذلك قريبٌ لها، سيعرف لها قدرها، ويرتبط بها برابطة الدين والقرابة، ويتحدث معها في العادات والتقاليد وطريقة الحياة، ومتى كانت الشهادات العليا سبباً للوفاق في الحياة الزوجية؟ بل إن الدراسات تؤكد أن المثقفين أكثر فشلاً في حياتهم الأسرية.

حُق لك أن ترتاحي، فقد اختارك من بين النساء، واعلمي أن الرجل لا يُعاب إذا كان يعمل عملاً شريفاً، وإنما العيب في عدم تحمل المسئولية.

أرجو أن تفهم كل فتاة أن المال والوظيفة والشهادات لا تغني عن أصحابها إذا لم يكن عندهم دين وخلق ورجولة وتقدير للمسئوليات.

نحن ننصحك بعدم التأثر بكلامهن، واعملي بما ترتاح إليه نفسك، واحرصي على إرضاء والديك وخالتك، وكوني سبباً للم الشمل، ونشر المحبة بين الأقربين، واعلمي أن الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

أرجو أن لا تفكري في الرفض، فإنه رجلٌ مناسب لك، والإنسان لا يختار برأي الناس، ولكن العبرة بقناعاتك الخاصة، وعليك بصلاة الاستخارة، وشاوري والديك ومن حضركم من أهل الدراية، ثم توكلي على من يقدر الخير ويملك الهداية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً