الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر المستوى التعليمي في اختيار الزوجة

السؤال

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

أنا مهندس وأشار علي أخ لي في الله بالتقدم لفتاة ملتزمة، ولكنها توقفت عند الثانوية العامة، ولم تكمل تعليمها لأن أباها رفض دخولها الكلية لما يراه من اختلاط محرم.

علما أن هذا البيت ملتزم والبنت ملتزمة، ولا نزكي على الله أحدا، فهل يؤثر المستوى التعليمي في اختيار الزوجة؟

جزاكم ربي خيراً، ونفع بعلمكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذه الفتاة نالت من العلم ما فيه الكفاية، فلا تفرط في صاحبة الدين والصيانة، وهنيئاً لك بأسرةٍ تحافظ على الديانة.

ولا شك أن الاختلاط شرٌ مستطير، وهو سبب لكل ما يحصل من انحطاط وأمراض، بل إن وجود المرأة إلى جوار الرجل هو سبب انهيار حضارات الدنيا، وقد انتبه لهذا الأمر عقلاء الكافرين، ولست أدري إلى متى سنظل في غفلة نحن معشر المسلمين! مع أن رسولنا حذرنا فقال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).

كما أن استمرار المرأة في الدراسة الجامعية وما بعدها لا يُفيدها كثيراً في حياتها، ووظيفتها الأصلية كأم وزوجة، بل إن ذلك التأخير خصم على أنوثتها وحيائها وأدائها كأمٍ أو كزوجة، وقد ثبت أن زواج الأنداد أكثر عرضةً للفشل؛ لأن المرأة ترى أنها درست مثله ولها وظيفة مثله، وربما كانت متفوقة عليه، فهي تشعر بأنها ليست أقل منه في شيء، فلماذا تسمع كلامه وتطيعه.

ويمكنك أن تجعلها تواصل الدراسة عندما تتهيأ الظروف الشرعية المقبولة، ولكن في مجال الدراسات الإسلامية والتربوية؛ لأن هذه الجوانب ضرورية جداً للمرأة المسلمة تقوم بدورها على الوجه الأكمل، وإذا لم توجد دراسات منتظمة فيمكنها أن تدرس في مراكز القرآن والعلوم الشرعية أو تتلقى دراسات مفيدة وهي في دارها من خلال القنوات الطيبة والمواقع المباركة.

ومن هنا فنحن ندعوك للمسارعة في إكمال الارتباط بعد رؤية الفتاة والاستخارة والاستشارة، وحبذا لو ذهبت إحدى محارمك لتنظر في الأمر، وتقف على أحوال الفتاة وأهلها، فمن حقك أن تسأل وتبحث، ومن حقهم كذلك أن يسألوا عنك، والشرفاء ليس عندهم ما يخافون من اطلاع الناس عليه، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونتمنى أن يوفقك الله، وأن يقدر لك الخير ثم يرضك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً