الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دور التفكير الإيجابي في ضبط مزاجية الشخصية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل الخير على مساعدتكم لإخواننا المسلمين.

مشكلتي أن حالتي النفسية غير مستقرة بالمرة، فكثيراً ما أشعر بأن معنوياتي مرتفعة جداً، وأحياناً كثيرة أخرى أشعر بأنني محبطة للغاية لدرجة تجعلني أشعر بأنه لا قيمة لوجودي في الحياة.

وكثيراً ما أشعر بمشاعر عدائية ناحية أفراد أسرتي جميعاً إلا شقيقتي، على الرغم من أني أحبهم في قرارة نفسي حباً جماً، ولكني مؤخراً أصبحت لا أظهر لهم ذلك، كما أنني أنفعل لأبسط الأشياء وألوم نفسي في حينها على تفاهة الأمر الذي انفعلت من أجله هذا الانفعال الشديد.

لقد أصبحت أسبب الضيق لكل من حولي، فالجميع يوقنون أن داخلي أفضل من خارجي، ولكني لا أستطيع أن أظهر جمالاً داخلياً أبداً، فهل أنا مريضة بانفصام الشخصية؟

وكثيراً ما تنتابني أفكار تجعلني أشعر بالخجل، وأصبحت أختلق قصصاً في خيالي أكون أنا بطلتها لكي أعوض حرماني العاطفي، ثم بعد ذلك ألوم نفسي كثيراً وأستغفر الله كما لو كنت فعلتها حقيقة.

أرجو من الله أن يجعلكم سبباً في مساعدتي كما جعلكم سبباً في مساعدة إخواني من أصحاب الاستشارات التي قرأتها على موقع الشبكة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asmaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالتقلب في المزاج يكون مصاحباً للشخصية في كثير من الحالات، أي أن الشخصية بطبعها متقلبة المزاج، ويكون ذلك في بعض الأحيان لأسباب وراثية، أو يكون متعلقاً بالشخصية، أو هو أمر مكتسب، وحقيقة تقلب المزاج هذا يحدث أصلاً للشخصيات التي تميل إلى الانفعالات.

أرجو أن أؤكد لك بصفة قاطعة أنك -الحمد لله- غير مصابة بانفصام الشخصية؛ لأن الانفصام من الأمراض الرئيسية وهو مرض عقلي، وأنت بفضل الله لا تحمل حالتك أي سمة من سمات هذا المرض، وكما ذكرت لك تقلب المزاج هو مرتبط بالشخصية.

نحن دائماً نقول أن التفكير الإيجابي يفيد حتى في مثل هذه الحالات، وعليك أن تكوني فعّالة، أنت الحمد لله لديك وظيفة جيدة تتطلب الدقة والتفاني، إذن أرجو أن تحسي بأنك ذات قيمة، ولا داعي أن تلومي نفسك أبداً، عليك أن تعبري عن كل ما يرضيك في نفس الوقت حتى لا يحدث أي نوع من التراكمات التي تجعلك تحسين بالأسى ولوم النفس.

الإنسان قد تأتيه مشاعر سلبية وقد لا يحس بقيمة نفسه، ولكن الذي نقوله دائماً للإخوة والأخوات في هذا السياق: عليَّ أن أتفكر وأتأمل في واقعي وما أقوم به من أعمال، لا ما ينتابني من أفكار، وإذا وازنت بين الأعمال والأفكار سوف تجدي -إن شاء الله- أن الأعمال هي أكثر، وذلك إن شاء الله يجعلك تشعرين بقيمتك بصفة وصورة أكبر.

هذه الأفكار التي تأتيك أيضاً فيها شيء من أحلام اليقظة، وأحلام اليقظة قد تأتي للإنسان، وحقيقة يمكن للإنسان أن يتغلب عليها، بأن يفهم أولاً أنها أحلام أو أفكار لا واقع لها، ثم يحاول ألا يهتم بها، ويمكنك حين تشعرين بالاسترسال في هذه الأفكار أن تضربي على يديك فجأة أو أن تقولي: قف، المهم أن تدخلي بعض الحيل النفسية -كما نسميها- لإيقاف حبل التفكير هذا.

هنالك دراسات تدل أن مثل هذه الحالات أيضاً تستجيب بصفة جيدة لمجموعة الأدوية التي تسمى بـ Ssris، ومنها العقار الذي يعرف باسم زولفت، كما أن هذه الأفكار ربما يكون فيها الطابع الوسواسي أيضاً، مع أنها كما ذكرت لك هي في الأساس أحلام يقظة.

إذن الزولفت مناسب من هذه الناحية وسوف -إن شاء الله- ينظم المزاج ويحسنه ويعدله، أرجو أن تتناولي الزولفت بجرعة حبة واحدة في اليوم ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة يوماً بعد لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عنه.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً