الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بالتعاسة الشديدة والغضب وبكراهيتي لذاتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أستفسر عن مسألة وهي الوسواس القهري وبالتفصيل، وأريد أن أعرف عن مسألة الكآبة والتوتر العصبي، وأحس كذلك بالتعاسة الشديدة والغضب، وأحس بكراهيتي لذاتي!

أرجو الرد على الإيميل وعلى الهواء مباشرة، أي الرد كذلك على التلفاز، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالطبع لا نستطيع أن نقدم لك الإجابة على الهواء مباشرة، ولكن هنالك الكثير من البرامج الطبية التي تنقل على الهواء، وفيها حلقات مختصة بالطب النفسي في عدد من التليفزيونات العربية، ويمكنك أن تسألي عن الوساوس القهرية أو الاكتئاب والتوتر، أو أي معلومات أخرى تودين الحصول عليها.

أقول لك: إن الوسواس القهري يعتبر واحداً من الأمراض العصابية -أي غير العقلية- وهو يتسم بنوعٍ من الأفكار أو الأعمال أو الطقوس أو الخيالات أو المخاوف التي تفرض نفسها على الإنسان، بالرغم من أن الإنسان يشعر بسخافتها، وعدم جدواها، ولكن لا يستطيع أن يقاومها.

وأكثر الأفكار شيوعاً هي الخوف من الأوساخ، وأفكار التردد في الوضوء والصلاة والطهارة، وهي كثيرة جدّاً، أو أن الإنسان إذا سار في طريق معين ربما يحدث له شيء ما... وهكذا.

الوسواس القهري يستجيب للعلاج السلوكي، ويستجيب أيضاً للعلاج الدوائي، وهنالك أنواع كثيرة من الوسوسة تحدث عنها العلماء، فيها ما هو شرعي، وفيها ما هو طبي، ونحن ننصح الإنسان الذي يصاب بأي نوع من الوسوسة عليه أن يستعيذ دائماً من الشيطان الرجيم، وأن يتناول العلاج الطبي، وأن تكون له العزيمة والقوة لطرد هذه الأفكار.

مسألة الكآبة والتوتر العصبي تكون عند مرضى الاكتئاب النفسي، وهنالك نوع من الاكتئاب الممزوج بالقلق أو الاكتئاب الذي يكون معه الجانب القلقي، وهذا هو الذي يؤدي إلى التوتر العصبي.

الكآبة يمكن أن تكون متواصلة، وهنا يكون الاكتئاب من النوع الشديد أو الوسط، ويمكن أن تكون لظروفٍ معينة كنوع من الأحداث التي حدثت للإنسان وأدت إلى توتره وقلقه واكتئابه، وحين يزول السبب إن شاء الله تزول الكآبة والتوتر.

الحمد لله، توجد علاجات جيدة جدّاً لهذه الحالات، منها العلاج النفسي، والعلاج الكلامي، والعلاج عن طريق الاسترخاء، وتناول الأدوية، والتفكير الإيجابي، ومحاولة إزالة الأسباب.

بالنسبة للتعاسة الشديدة والغضب، وكراهيتك لذاتك، ربما تكون هي من علامات الاكتئاب البسيط، ولذا أرجو ألا تكرهي ذاتك، فهذا شيءٌ لا داعي له، وأرجو أن تعرفي أن الإنسان إذا حس بالتعاسة فهنالك الانشراح، فلماذا لا أحس بالانشراح؟ لماذا لا أكون مسترخياً؟ كذلك الغضب، يجب أن يكون الإنسان متحكماً في أعصابه، ويجب أن يعبر عن ذاته، ولا يحتقن حتى لا يغضب، وحين يأتيك الغضب أرجو أن تغيري مجلسك، وتتوضئي، وتصلي ركعتين، وتسمعي نفسك صوتك بقوة وتقولي لن أغضب.. هذه إن شاء الله تساعد كثيراً.

ربما تكونِ أيضاً أنت محتاجة لبعض الأدوية، وهنالك دواء بسيط جدّاً يعرف باسم تفرانيل، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة 25 مليجراماً ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفعي الجرعة بهذا المعدل كل أسبوعين حتى تصل إلى 75 مليجراماً، استمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفضيها إلى 25 مليجراماً شهرياً، ثم توقفي عنها...هذا من الأدوية الطيبة والممتازة.

وهنالك أدوية أخرى مثل زولفت، وجرعته هي 50 مليجراماً ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم يمكنك التوقف عنه.

أرجو أن تفكري إيجابياً، وأن تستثمري وقتك، ولا شك أن الالتزام بالدين والصلاة والدعاء والذكر هي إن شاء الله من مقويات النفس والباعثة على الطمأنينة وعلى الإيجابية، وهي مزيلة للقلق والتوتر، وأسأل الله لك الشفاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ر

    من لم تصبه التعاسة لا يعرفها

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً