الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فسخ الفتاة لخطوبتها لعدم ارتياحها للخاطب

السؤال

كيف أرفض ابن عمتي بعد قبولي الزواج به دون أن أحرج أحداً أو أغضب أي أحد؟ ودون أن أضع أهلي في موقف محرج؛ لأني عندما أستخير لا أرتاح!

علماً بأنه حتى الآن لم يعقد قرانه علي؛ بسبب عدم صدور موافقة الداخلية حتى الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن رفضك لابن عمتك بعد القبول به دون وجود أسباب واضحة، ليس من مصلحتك، ولست أدري لماذا كانت الاستخارة بعد قبولك به؟ وماذا كان انطباعك الأول عنه؟ وما الذي يضايقك فيه الآن؟ وكيف هو من ناحية الدين والصلاة؟

تعوذي بالله من الشيطان، الذي همّه أن يحزن أهل الإيمان، ويفرق بين الأهل والإخوان، ويزهد الناس في الحلال ليوقعهم في الحرام والعصيان، ولا عبرة بما يحصل من ضيق ليس له أسباب، وقد يكون التوتر من طبيعة هذه المرحلة، وقد يشتد قبيل الزواج، ولكن الأمور تعود إلى وضعها بعد الزواج الذي هو سعادة عظيمة ونعمة من الله كبيرة.

لن نقول لك: كيف ترفضين ابن عمتك، ولكننا نقول لك: هكذا تستطيعين تقبل الوضع، فعليك باتباع الشرع، والتوجه إلى من صفّى اللبن في الضرع، واجتهدي في تذكر إيجابيات ابن العمة وما عنده من محاسن، وكوني على ثقة بأنك لن تجدي رجلاً بلا عيوب، لأنك أيضاً فيك من العيوب، وأرجو أن تعلمي أن القريب يقدر المرأة أكثر من البعيد؛ لأنه يرتبط مع زوجته بعقد الزوجية والقرابة والإسلام، ووحدة الأصل والتشابه في الطبع، ويكون أحرص على الروابط الاجتماعية.

فكري في الاستمرار قبل أن تشرعي في وسائل التخلص والفرار، وادرسي عواقب الرفض وآثار ذلك على الأسرة بكاملها، خاصة إذا جاء بعد القبول والرضا، وحاولي أن تضعي نفسك في موضعه، وهل يمكن أن تقبلي مثل هذا الموقف لأخيك؟ بل ماذا لو حصل مثل هذا الموقف معك؟ واعلمي أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) ويكره لأخيه من الحرج والشر الذي يكرهه لنفسه.

مهما كانت الأسباب، فإن رفضك فيه قطيعة للرحم، وانتشار الكراهية بين الأهل، وسيوقع والديك في حرج شديد، وقد تجبرين على الزواج، وتبدأ حياتك -والعياذ بالله- بالتوتر والكراهية؛ لأن كلاً منكما سيشعر أنه مجبور على الآخر.

على كل حال، هذا جرح قد لا يحصل له التئام، مهما طالت السنوات والأيام، فلا تعلني ما في نفسك لأحد من الناس، وتوكلي على رب الناس، وتعوذي بالله من الشيطان الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس.

هذه وصتي لك بتقوى الله وطاعته، وأكرر لك الوصية بقبول هذا الرجل، وثقي بأن هذا النفور والشعور الحادث بعد القبول لا عبرة به.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأكثري من الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً