الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوافق الدراسي بين الزوجين والنجاح الأسري

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا فتاة عمري (26) عاماً، تقدم إلي شاب يقول عنه من عرفني به إنه متدين وذو خلق حسن، ولكنه ذو مؤهل متوسط وهو موظف بسيط، وأنا مؤهلي عالٍ، وأعمل في موقع مرموق، فماذا أفعل؟

أرجو أن تشيروا علي في أمري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ - حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإذا كان الشاب ذا خلق ودين، فذلك ما أوصى به رسولنا الأمين حين قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه –ولم يقل شهادته وأمواله ولا شكله وهندامه– فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض).

وليس من شروط السعادة الزوجية أن يكون المستوى العلمي والوظيفي واحدا، بل ربما كان ذلك سبباً لكثير من الإشكالات، كما أنه قد ثبت بالدراسات الميدانية أن المتعلمين أكثر فشلاً في علاقاتهم الزوجية، وذلك للشعور بالندية ولتداخل علاقات الزملاء، ولأن الوظائف والشهادات والتنافس والإنجازات تلقي بظلالها على بيئة المنزل، وكثيراً ما ينجح رجل متعلم مع زوجته شبه أمية وقد يحصل العكس، وتعيش الأسرة في سعادة ووفاق.

والزوج الناجح لا يتذكر في المنزل وظيفته ورتبته، وكذلك الزوجة الناجحة لا تُسأل في البيت عن وظيفتها ومكانتها، وقد كان الفاروق مهاباً بين الرجال وربما رفعت زوجته صوتها عليه وردت عليه، وقد شاهده أحدهم وهو يحمل الأطفال على ظهره فقال له: (وأنت ممن يفعل ذلك) فقال رضي الله عنه: (ينبغي للرجل أن يكون في بيته طفلاً فإذا أرادوه كان رجلاً) وإذا أراد أحد الزوجين أن يتعامل بالرسميات، وأن يكون مديراً في العمل ومديراً في المنزل فإن الحياة الزوجية تتعثر وتفقد طعمها ولونها ورائحتها.

وإذا كان الرجل صاحب دين وأخلاق ووجدت في نفسك ميلاً إليه وقبولاً وانشراحاً له، فلا تترددي في القبول به بعد صلاة الاستخارة، ومشاورة أهل الخبرة والدراية، ولن تخيب من تستخير وتستشير وتتبع هدى رسولنا البشير.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله وطاعته، والحرص على بناء البيت على الطاعات وعمارته بالتلاوة والحلقات، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يجمع بينكما على الخير وأن يبارك لكما وعليكما.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً