الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الأعراض النفسوجسدية للعصبية والغضب وعلاجها؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من وجع في جميع أطرافي عندما أكون عصبية ولأقل الأسباب، أحاول عدم التعرض لشيء يغضبني، ولكن أصبح الأمر يؤذيني، ومرة حصل معي أن تعرضت لموقف أغضبني، فأصبحت مثل المجنونة أبكي وأصيح، وكنت لا أريد إلا أمي فقط، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد،،،

فمن المؤكد أن القلق النفسي والعصبية والتوتر هي في بعض الحالات تكون سمة أو صفة من صفات الشخصية، وفي بعض الحالات تكون حالة عصابية طارئة، من الواضح أن شخصيتك تحمل سمات القلق والتوتر، وأرجو أن أؤكد لك أن القلق ليس كله سيئاً، القلق طاقة نفسية تزيد من دافعية الإنسان وتكون سبباً إن شاء الله في نجاحه.

ولكن الغضب إذا ازداد ربما يؤدي إلى انفعالات سلبية، وعليه أرجو أن تكون لديك القدرة في التحكم في وجدانك وعواطفك، ويتم ذلك دائماً عن طريق التعبير عن الذات، لا تكتمي، حاولي أن تفرغي عن نفسك، كل ما لا يرضيك عبري عنه حتى الأشياء البسيطة، الإنسان إذا لم يرض عن شيء أو دار بينه وبين شخص آخر نقاش لابد أن يفصح عن كل ما بداخله في حدود المعقول وفي حدود الذوق والأدب؛ لأن الكتمان والاحتقان يؤدي إلى التوتر والعصبية، هذه طريقة مهمة جدّاً في العلاج.

الآلام الجسدية هي حقيقةً جزء من القلق؛ لأن التوتر الداخلي النفسي يؤدي إلى التوتر العضلي، والتوتر العضلي يؤدي إلى نوع من التقلصات والشعور بالألم، إذن العملية مرتبطة مع بعضها البعض.

أنت محتاجة لتمارين استرخاء، وتمارين الاسترخاء هي طريقة علمية وطيبة جدّاً للتقليل من القلق، وكذلك لإزالة هذه الآلام الجسدية التي تحدث لك، هنالك عدة أشرطة وكتيبات في المكتبات توضح الطريقة التي يمكن أن تنفذي من خلالها هذه التمارين بالصورة العلمية الصحيحة، وباختصار شديد هذه التمارين يمكن أن تمارس في المنزل في مكان هادئ، وعليك أن تستلقي وتحاولي أن تهيئي نفسك للاسترخاء، وأن تغمضي عينيك وأن تفتحي فمك قليلاً، وفي جو هادئ خذي نفساً عميقاً وبطيئا، بعده يأتي الزفير ويكون أيضاً بالشدة والعمق والبطء، كرري هذا التمارين عدة مرات بمعدل مرتين في اليوم، وهنالك تمارين أخرى تعتمد على التأمل، وهي أن يتأمل الإنسان أجزاء جسمه وعضلاته، ثم يبدأ في استرخائها مجموعةً مجموعة، كما ذكرت لك توجد كتيبات وأشرطة، كما أنه يمكنك الاتصال بأي أخصائية نفسية حتى تقوم بتدريبك على هذه التمارين.

أختي الفاضلة: أيضاً سيكون من الأفضل لك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر، هنالك عدة أدوية منها العقار الذي يعرف باسم فلونكسول، عقار بسيط وطيب وسليم جدّاً، أرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة – نصف مليجرام – صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقفي عنها.

ولا شك أنك على دراية تامة بتعاليم ديننا الحنيف، والتي من خلالها يتعلم الإنسان كيف يتعامل مع الغضب ومع العصبية وكيف يتجنبها، يمكن للإنسان أن يغير مكانه، يمكن للإنسان أن يتوضأ، هذه كلها إن شاء الله وسائل سلوكية طيبة تزيل القلق والانفعال.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً