الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما نصيحتكم لي تجاه قبول الخاطب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية تقدير لكل الجهود التي تبذلونها، وجعلها الله في ميزان حسناتكم، أما بعد:

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، على قدر من الجمال والدين والعلم ـ والحمد لله ـ والدي إنسان محترم وله مكانته في المجتمع، تقدم لخطبتي الكثير، ولكن لم يحدث نصيب ـ والحمد لله ـ أنا مؤمنة بأن الله سيكتب لي الخير؛ حيث إن دعائي دائماً أن يرزقني الله زوجاً يعينني على أمور ديني.

منذ أسبوع تقدم لخطبتي شخصان:

الأول: رفضته؛ حيث إنه لا يصلي وغير متعلم، وأسرته غير ملتزمة، ولديه أخ يغني، صليت الاستخارة ورفضته.

أما الشخص الثاني: فلم أعلم عنه شيئاً، فقط والدتي أخبرتني بأن أهله يريدون زيارتنا، فطلبت مهلة لأصلي الاستخارة، وكنت أصلي بشكل يومي، وفي إحدى المرات حلمت بأن خالي وهو شخص متدين يعطيني كيساً، وهو المستخدم في الهدايا، به عدد من الليمون الأخضر، ومرة حلمت بأني تزوجت زوج بنت خالتي، ولكن كان وجهه مختلفاً، وهو زوج صالح، ولكني كنت أبكي في الحلم، ومرة حلمت بأن لدي طبقاً مليئاً بالرطب وأنا آكل منه، وللعلم هذه المرة الأولى التي أصلي فيها استخارة وأرى حلماً.

المهم بعد أقل من أسبوع أخبرتني والدتي أنها رفضت الشاب؛ حيث إن قريبته التي أرادت زيارتنا أخبرتها بأنه يكبرني (بـ 13 سنة)، وأنه كان خاطباً من قبل ولم يوفق، وأصيب بنوع من الحالة النفسية؛ حيث إنه بعد انفصاله عن خطيبته لم يوفق في أي خطبة، وهو الآن مسافر لأداء مناسك العمرة.

والدتي غير مرتاحة للأمر من البداية، وأنا بصراحة أخجل من التكلم في أمر الزواج، حتى أني لا أسألها عن أي شيء حتى تخبرني هي بذلك، قد ألجأ للتلميح أحياناً! وفي الحقيقة أشعر أنني الآن محتاجة للزواج والاستقرار، ولكن ليس لدي حيلة غير الدعاء.

أريد أن أعرف رأيكم في ما ذكرته، ونصيحتكم لي، كما أريد أن أعرف هل للأحلام أية دلالة بعد صلاة الاستخارة أم لا؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يقدر لك الخير ويبلغك رضاه.

فاحمدي الله الذي نجاك من رجل لا يصلي، وأبشري فلن تخيب فتاة تطيع الله وتستخير وتستشير وتتوكل على ربها القدير، وإذا جاء صاحب الأخلاق والدين فلا تترددي واستعيني بالله، فاعتمدي ولا تجاملي في أمر زواجك، وكوني قريبة من والدتك، وصريحة معها أو مع خالتك، وعبري عن مشاعرك تجاه كل من يتقدم إليك.

واعلمي أن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، واهتمي بوجهة نظر والدك ومحارمك في الخاطب، فإن الرجال أعرف بالرجال، واقبلي بأفضل الموجودين من الخطاب، واجعلي تركيزك على الدين وحسن الخلق.

وأرجو أن لا تحزني على ذهاب الخاطب الثاني، والتمسي لوالدتك العذر فإنها تريد لك الخير، وإذا كان ما ذكرته هو كلام أخته عنه فلا خير في الارتباط برجل كثير التردد وعنده اضطرابات نفسية.

ونحن ننصح فتياتنا بأن لا يفرطن في حقهن الشرعي في مسألة الزواج، فإن القرار الأخير الحاسم هو رأي الفتاة، وأهل الفتاة يمكن أن يختاروا لها ثوباً لتلبسه، ولكنهم قد لاينجحون في اختيار الزوج المناسب الذي لابد أن يجد القبول عند الزوجة صاحبة المصلحة، وكذلك الأمر بالنسبة للرجل، وهنا تتجلى عظمة الإسلام الذي يوجه الخاطب بأن ينظر إلى مخطوبته، ومن حقها أن تنظر إليه، وعلل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك فقال: (ذلك أحرى أن يؤدم بينكما).

وعليك بتقوى الله والمداومة على ذكره، واعلمي أن الدعاء سلاح عظيم، فسبحان من يجيب المضطر إذا دعاه، وقد قال عمر رضي الله عنه: (أنا لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل همّ السؤال، فإن الله وعد بالإجابة)، وقال سبحانه: ((فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))[البقرة:186].

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً