الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة الاكتئاب بنوع الشخصية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

مشكلتي إخواني الكرام، تتجلى في كوني أعيش تناقضاً كبيراً في تصرفاتي وتفكيري، ولا أثق بنفسي كل الثقة، فأحياناً أكون متسامحاً وسلمياً، حيث أفضل معالجة الأمور بطريقة عقلانية؛ لاجتناب المشاكل، وأحياناً أتصرف بطريقة عنفوانية، قد يكون صوت العقل فيها شبه منعدم.

وهناك تناقض آخر، هو أنني خجول إلى درجة كبيرة، والغريب في الأمر هو أنني أكون في بعض الأحيان أكثر جرأة، وهذا الأمر ينطبق كذلك على الخوف بالنسبة لي.

كما أشير إلى أنني مصاب بالاكتئاب منذ فترة طويلة، وبدأت أستعمل الدواء(Serdep) منذ أسبوع فقط، فهل لهذا المرض تأثير على تناقض شخصيتي؟ وهل من طريقة لاكتساب الثقة بنفسي في المستقبل؟

أرشدوني جزاكم الله عني خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ بو شعيب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حقيقة، فلكل إنسان شخصيته التي يتواءم من خلالها مع نفسه ومع المجتمع، وهنالك عدة أنواع من الشخصية، والذي أراه أن شخصيتك تحمل بعض سمات تقلب المزاج، وهي شخصية معروفة لدينا في علم النفس وفي الصحة النفسية.

والشخصية -يا أخي- ليس من الضرورة أن تكون مُرضية للآخرين، ولكن من الضروري أن تكون مُرضية لصاحبها، وعليه دائماً على الإنسان أن يحاول أن يقبل نفسه وأن يحاول أن يطور نفسه، وذلك بمعالجة العيوب التي يراها في نفسه أو التي يوجهه الآخرون نحوها.

العلاقة بين الاكتئاب وبين الشخصية هي علاقة معروفة جدّاً بالنسبة لنا، الشخصية الحساسة أو الشخصية المتقلبة المزاج هي أكثر أنواع الشخصيات عرضة للاكتئاب النفسي.

إذن: فالاكتئاب الذي أصابك هو ثانوي، وقد تكون شخصيتك لعبت دوراً فيه، ومن ثم تناولك للدواء المضاد للاكتئاب سوف يزيل هذا الاكتئاب إن شاء الله، ويجعل أبعاد شخصيتك أكثر توازناً وأكثر تقارباً.

لا شك أن الشخصية أيضاً تتطور وتنضج بمرور الزمن، أنت -الحمد لله- لا زلت في عمر صغير وهو 24 سنة، وأنا على ثقة تامة بأن النضوج النفسي سوف يتأتى بمرور الزمن.

من الأشياء التي سوف تساعدك هي الإفصاح عمَّا في نفسك، عدم تأجيل الأمور، الانضباط بالزمن، وأن تقوم بواجباتك في مكانها أو في الوقت المطلوب، وإذا صعب عليك الأمر لدرجة شديدة ولم ترَ هنالك تحسناً، فهنالك دواء يعرف باسم تجرتول، هو دواء جيد محسن للمزاج، كما أنه يؤدي إلى توازن المزاج.

الجرعة التي تبدأ بها هي 100 مليجراما صباحاً ومساء لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة من عيار 200 مليجراما صباحاً ومساء – أي 200 مليجراما صباحاً ومساء – تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 100 مليجراما صباحاً ومساء لمدة أسبوعين، ثم تخفضها مرة أخرى 100 مليجراما فقط ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنها.

كما ذكرت لك، فهذا من الأدوية الممتازة جدّاً لضبط المزاج وتوازنه، وأرجو ألا تستغرب حيال هذا الدواء لأنه في الأصل يستعمل لعلاج الصرع، وأنت -الحمد لله- لا تعاني من هذا المرض، ولكن هذا الدواء وجد أيضاً – كما ذكرت لك – يساعد في تحسين المزاج وتعديله إن شاء الله، وإيقاف التقلبات المزاجية التي تعاني منها أنت الآن.

في نفس الوقت عليك أن تحافظ على دواء الاكتئاب الذي وصفه لك الطبيب، ولا بد يا أخي أن تكون دائماً إيجابياً في تفكيرك وأن تحاول أن تقلص من السلبيات، وهذا في حد ذاته أو يجعل لك دافعاً قوياً من أجل تحسين إرادة التحسن لديك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً