الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء الفتاة بالزواج بمن تريده

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله كل خير لهدفكم النبيل.

استفدت من كثير من الأجوبة التي قرأتها، أنا فتاة ملتزمة والحمد لله! وأخاف الله وأحمده وأشكره على كل شيء.

أقول أني أحترم ولن أقول بأني أحب؛ لأن هناك خلطا بينهما في داخلي، هناك شخص، أحترم فيه التزامه ووقاره وثبات كلماته، فتمنيته زوجاً لي، وأعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بأن نتزوج الرجل الصالح.

ومن يوم تعرفت عليه استخرت ربي، إن كان زواجي به خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أن يزوجنيه، ومن يومها لا يمر علي يوم إلا وهو في تفكيري، مع العلم أني لا أراه بكثرة وأنه لم يتقدم لخطبتي، مع أني أحسست أنه يبادلني الاحترام!

وإلى هذا اليوم، أكثر من الدعاء أن يرزقني إياه زوجا، وفي نفس الوقت أدعو لنفسي بالزوج الصالح والذرية الصالحة، فهل أنا مخطئة في تفكيري؟ وبماذا تنصحونني؟

ولكم الشكر على اهتمامكم بسؤالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسال الله أن يحفظك ويسددك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

فشكراً لفتاة عفيفة تنقي ألفاظها وتعلن إعجابها بموقعها، وتقر بسرورها بما قرأت، ونحن نعلن عن سعادتنا بفتياتنا الملتزمات الشاكرات لرب الأرض والسموات، ونتمنى لك ولهن الصالحين من الأزواج ونسأل الله أن يحقق لك المراد، وأن يقدر لك الخير وأن يرضيك به، وأن يجعلك فخراً لزوجك وذخراً للبلاد، وأن يثبتنا جميعاً على الحق حتى الممات، وأن يبعثنا عليه يوم المعاد.

ولا مانع من أن تتمنى الفتاة الارتباط بمن ارتضت دينه وأخلاقه ووقاره، ولها أن تدعوا ربها بما أرادت، ونحن نشاركك الدعاء، وإذا كنت على صلة بإحدى محارمه فلا مانع من إعلان إعجابك بأخلاقه ودينه، ولا مانع أن تشعريها برغبتك في أن يطرق بابكم أمثاله، ويمكن أن تتولى هذه المهمة صديقتك الأمينة، فتعرض الأم على أخواته وقريباته.

ولا بأس من أن تكلمه امرأة من القواعد، أو يقوم بعرضك عليه والدك كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين عرض حفصة رضي الله عنها على أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، وكل الوسائل المذكورة توصل إلى المقصود وترفع عنك الحرج، وهي وسائل شرعية مرضية، وإذا حرصت المرأة على الرجل الصالح وسألت ربها وقدمت بين يدي ذلك طاعات وصلوات، فليست مخطئة في هذا الذي تفعله، ولا لوم عليها، ونسأل الله أن يزيدك عفة وبعداً عن مواطن الرجال، فإنهم يجرون خلف التي تبتعد عنهم ويهربون من التي تزاحمهم بلا حياء.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وأبشري فـ((إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ))[النحل:128]، وقد وعد الله المتقين بتيسير الأمور وتفريج الكروب، فقال سبحانه: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))[الطلاق:4]، وقال سبحانه: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3]، وأرجو أن تشغلي نفسك بذكر الله وبكثرة الصلاة والسلام على نبي الله صلى الله عليه وسلم.

ونسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً