الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طول فترة الخطوبة وما تجلبه من مشكلات وخلافات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مخطوبة منذ عام كامل، وعرسي سيكون في الشهر السابع، لكن أنا وخطيبي دوماً في مشاكل، وبرأيي أنا أنها تافهة، لكن برأيه هو كبيرة، فهو يدقق على أقل التفاصيل، ويريدني وحده، فأنا أعمل في الهاتف، ولدي مكتب خاص لأهلي، أرادني وألح تكراراً أن أتركه لكن بتبريرات مختلفة، وهذه مشكلتنا.
لكن المشكلة الأكبر أنه عندما نختلف ويتعصب يطلق لسانه أقبح الجمل والكلمات عني وعن أهلي، وبعد أن يهدأ يصالحني، لكن يبقى على موقفه، والله وصلت لمرحلة لم أعد أعرف كيف أتصرف معه؟ أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الغروب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن طول فترة الخطوبة يجلب المشاكل والخلافات، ويفتح أبواب التدخلات، وليس للمتحابين مثل النكاح، وخير البر عاجله، وليس للرجل أن يفرض آرائه ويكثر من طلباته والفتاة في رعاية أهلها، إلا إذا كانت أموراً تتعلق بمخالفات شرعية، وحتى في هذه الحالة نحن نفضل أن يسارع بإتمام الزواج والدخول، وعندها سوف يسهل عليه إصلاح الخلل لبعد الفتاة عن المؤثرات الجانبية السلبية.

ولا شك أن الشتم والسب يوغر الصدور، ويتسبب في خراب البيوت، خاصة إذا تعلق بأهل الزوجة الذين ينبغي أن يكن لهم زوج ابنتهم كل احترام وتقدير، وليس للرجل أن يشتم زوجته بأقبح الألفاظ؛ لأن ذلك يخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله لمعاوية بن حيدة رضي الله عنه عندما قال: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ فقال عليه صلاة الله وسلامه: (أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسوت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت).

وفي الحديث إعجاز عظيم؛ لأن المرأة لا تنسى الكلمات القبيحة طيلة حياتها، ولكنها تنسى المواقف الجميلة والمعروف، ولذا قال عليه صلاة الله وسلامه: (يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهنَّ الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط").

فعلى الرجل أن يحسن ألفاظه وأخلاقه مع زوجته وأهلها والناس، كما من واجب المرأة أن تعرف للرجل فضله وتشكر له معروفه، وتقدر مواقفه ودوافعه وتقدم طاعته إلا إذا أمر بمعصية الله فلا سمع عند ذلك ولا طاعة.

ونحن ننصحك بأن تضعي شخصية هذا الرجل في الميزان، فانظري في إيجابياته بتأمل، ثم تضعي إلى جوارها السلبيات، فإن ذلك يسهل عليك اتخاذ القرار المناسب، وإذا كان من أهل الدين والصلاة، فإن الدين يمكن أن يعالج السلبيات، ولكن الكارثة تكون إذا لم يكن صاحب دين ولا ممن يراقب الله رب العالمين.

وانظري في البدائل المتاحة أمامك، وفكري في عواقب الانسحاب في حياة هذا الرجل، وشاوري من حضرك من محارمك والصالحات، واحرصي على صلاة الاستخارة، فإنه لن تندم من تستخير ربها وتستشير إخوانها.

وأرجو أن تعلموا جميعاً أن الإساءة لأهل الزوج أو الزوجة من أخطر المهددات لاستقرار الأسرة، وذلك لأن الإنسان لا يقبل الإساءة لأهله مهما كانوا، والمشكلة أننا لا نعرف متى يحدث الانفجار؛ لأن التراكمات الكثيرة تنذر بزلازل أسري.
وأرجو أن تحرصي على اللجوء إلى الله، وحرضي زوجك على طاعة الله، واطلبي منه أن يكثر من الاستغفار، وأن يرحم الصغار، ويحترم الكبار، وأن يضع نفسه في مكانك، ويفكر بهدوء في التصرفات التي كان من الممكن أن يقوم بها.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً