الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حيرة الفتاة وترددها بسبب طول فترة الخطوبة والمماطلة من الخاطب

السؤال

أنا فتاة مخطوبة منذ 6 سنوات، وخطيبي ملتزم ومتدين، لكنه غير مرن في التعامل، فهو دائماً متعصب لرأيه، وأيضاً أظنه بخيلاً، وبحكم أنه مقيم في المملكة العربية السعودية طوال هذه الفترة لم يتقرب لي بهدية، ودائماً يشكو من سوء ظرفه المادي.

منذ فترة طويلة يعدني بإكمال الزواج، لكن يتعذر ببعض الظروف عنده في العمل، حتى أصبح عمري 30 عاماً، وحتى الآن لا أعرف متى سيأتي؟ ومتى ستتيسر أموره؟ وأنا في حيرة هل أتركه وأبحث عن زوج غيره أم أصبر عليه عسى أن ألتقى به ويتم الزواج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يسهل الأمور، وأن يغفر الذنوب.

فإن الخطيب المتدين الملتزم مكسب عظيم، والدين يعالج كل خلل ونقص، ويغطي على العيوب إذا وجدت، وقد أحسن من قال:
وكل كسر فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران
وليس في طول فترة الخطوبة مصلحة؛ لأن ذلك يجلب الملل، ويجعل أهل الفتاة في قلق واضطراب، فاطلبي منه أن يسارع بإكمال مراسيم الزواج، وحاولوا أن تجعلوا الأمور ميسرة، فإن خير الزواج أيسره، والبركة في اليسير وفي السير على خطى البشير النذير صلى الله عليه وسلم، وقد زوج بناته وتزوج من نسائه بالشيء اليسير، ولو كان في غلاء المهور والإسراف والتباهي مكرمة، لسبقنا إليه رسولنا وصحبه الكرام.

ونحن لا ننصحك بتركه بعد هذا الانتظار خاصة إذا كنت مرتاحة له وكان سعيداً بك مع ضرورة معرفة الوضع على حقيقته، ولست أدري ما هي نوع الظروف التي تواجهه؟ وأعتقد أن للغائب عذره حتى نعرف حجته، ولا أظن أن هناك صعوبة في علاج مشاكله، ونسأل الله أن يسهل أمره وأمرك.

وأرجو أن لا تسارعي باتهامه بالبخل، فإنه يشتكي من سوء ظرفه المادي، وقد يكون تعصبه لرأيه محموداً إذا كان الحق معه، أما إذا لم يكن كذلك فذلك عيب فيه، ولن تجدي رجلاً بلا عيوب، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحر حسناته، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.

ونحن ننصحك بأن تنظري للموضوع بصورة شاملة، واحرصي على صلاة الاستخارة قبل كل خطوة، وعندما تصبح الرؤية غير واضحة شاوري من حضرك من أهل الخبرة والدراية، وانظري في البدائل، وتوكلي على الحي الذي لا يموت، وداومي على ذكره وشكره وحسن عبادته.

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً