الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرهقني موضوع التلعثم نفسياً.. هل من حل له؟

السؤال

السلام عليكم.

في الأيام الأخيرة أصبحت أتلعثم في الكلام، وأحياناً أتكلم فينقطع الكلام، ولا أدري ما السبب؟!

لقد كنت أعاني في صغري من هذه المشكلة، وعند سؤال الطبيبة عن اسمي، لم أستطع قول اسمي، ولم يخرج الكلام، وبدأت دقات قلبي بالتسارع، وصرت أتلعثم، لقد أصبح الأمر يرهقني نفسياً، حتى أصبحت أخاف من هذه المواقف، فما سبب ذلك؟

أرجو الرد، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأسأل الله أن يحل العقدة من لسانك.

الأمر بسيط جدًّا، أنت لديك تاريخ سابق للتلعثم أو التأتأة؛ حيث إنك في فترة الصغر والطفولة كانت تواجهك نفس هذه المشكلة، ويُعرف أن التلعثم في بعض الأحيان يعود لبعض الناس إذا كانوا تحت ضغوطات نفسية، كأن يتعرّض الإنسان لمواقف فيها قلق أو توتر أو خوف، وفي هذه الحالة تُدافع النفس عن نفسها بآليات معيّنة نسميها بالنكوص، أي أن يرجع الإنسان بنفسه بصورة لا شعورية إلى مرحلة الطفولة المبكرة.

فأنت كان لديك التلعثم فيما مضى، وها هو الآن قد عاد إليك، ولكن -إن شاء الله تعالى- هذا أمرٌ مؤقت، وأمرٌ عابر، فربما تكونين قد تعرضت لشيء من القلق أو التوتر أو المخاوف، لذا ظهرت هذه الحالة.

تسارع ضربات القلب طبعًا هذا ناتج من نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، فالإنسان حين يكون في موقف محرج، أو في موقف فيه شيء من الرهبة يتسارع نبض القلب؛ لأن الجسد له آليات تحميه، ومن هذه الآليات زيادة إفراز الأدرينالين.

الأمر بسيط جدًّا، أرجو أن تتجاهلي هذه الظاهرة، ولا تراقبي نفسك أثناء الكلام، وأريدك أن تقرئي بصوت عالٍ مثلاً وأنت داخل الغرفة شيئًا من القرآن، أو تقرئي أي قطعة مكتوبة، أو قطعة أدبية، أو قصّة، أو أي شيء من هذا القبيل، وتتصوري نفسك أنك تقرئين أمام جمع كبير من الناس.

والأمر الآخر هو: أن تتكلمي ببطء، وأن تتعلمي كيف تُدخلين الهواء في صدرك مع بدايات الكلام، هذا مهم؛ لأنه يؤدي إلى استرخاء جيد جدًّا، والتدرب على تمارين الاسترخاء بصفة عامة سوف يفيدك.

هناك تمارين بسيطة جدًّا، منها: تمارين التنفس المتدرج، ولتطبيق هذا التمرين يمكنك أن تجلسي على كرسي مريح، أو على السرير في داخل الغرفة، أغمضي عينيك قليلاً –أي بدون شد–، وافتحي أيضاً فمك قليلاً، ثم تأمّلي في شيء طيب وجميل، خذي نفساً عميقاً عن طريق الفم لمدة ثمان ثوانٍ، على أن يكون بقوة وبطئ، وهذا هو الشهيق، ثم احصري الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم بقوة وشدة، ويجب أن تستغرق عملية الزفير هذه ثمان ثوانٍ أيضًا. كرري هذا عدة مرات وسوف يفيدك كثيرًا.

سأصف لك أيضًا دواءً بسيطاً جدًّا يُعرف باسم (اندرال Inderal)، واسمه العلمي (بروبرانولول Propranolol)، هو دواء ممتاز جدًّا؛ لئلا تحسّي أبدًا بتسارع ضربات القلب، وجرعته هي عشرة مليجرامات صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم اجعليها عشرة مليجرامات صباحًا لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.

وعليك أيضًا بالإكثار من التفاعل الاجتماعي، تكلمي مع صديقاتك، تواصلي، ولا تراقبي نفسك كثيرًا خاصّةً حين الكلام كما ذكرتُ لك؛ فهو أمرٌ عارض، -وإن شاء الله تعالى- سوف يختفي تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً