الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج الفتاة من رجل متزوج عرفته عن طريق النت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ أعمل كاتبة، وبحكم عملي أتعامل مع النت كثيراً، وأدخل لدول كثيراً لأطبق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية)؛ لأني التزمت وأريد أن أعمل شيئاً لديني، وكنت أخاطب خصوصاً الشباب لأناقشهم وأدفعهم ما استطعت لفعل الخير والتقرب من الله.

ومؤخراً تعرفت على رجل محترم ومتدين من بلد أخرى قبل رمضان، فجعلته بإذن الله يختم القرآن خمس مرات، رغم أن ذلك لم يحصل معه في عمره، وأصبح من الملتزمين، وابتعد تماماً عن السجائر، ووجدنا أنفسنا نحب بعض، وهو ينوي الزواج مني؛ لأن حياته تغيرت للأحسن بفضل الله ثم بي، ولا يجمعنا غير الكلام المحترم والنصيحة، وهو متزوج وعنده أولاد، ولقد كلمت زوجته وأولاده، وكلهم يعرفونني، وظروفه متعسرة الآن شيئاً ما؛ لأنه قام ببناء بيت وينتظر الانتهاء منه، ويعطونه التأشيرة ليسافر إلى ويتزوجني، فماذا أفعل؟ هل أستمر معه ونتزوج؟ وطبعاً كلامنا كله عن الدين، فهو يعمل في مكتب ويأتيه المشايخ كثيراً لمكتبه، فأنا أسألهم في كل شيء نحتاجه هنا أنا وزميلاتي، فهل أنهي كل شيء معه حتى ينتهي ويأتي للزواج مني؟

أرجوكم، أفيدوني وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نتمنى أن تتوقف هذه الاتصالات من أجل أن يسارع في المجيء للزواج منك، وفي ذلك اختبار لصدقه وفيه إرضاء لربه، ولا أظنه يحتاج للنصائح وهو يحضره المشايخ كما ذكرت، وقد وفقك الله فبينت له معالم الطريق، ولا ننصحك بالاستمرار في محادثة الشباب مهما كانت الأسباب.

واشتغلي بنصح الفتيات فهن أحوج إلى الناصحات، كما أن اهتمامك بالفتيات فيه حماية لهن من الذئاب، والفتاة أقرب إلى أختها وأعرف بما يصلحها ويسعدها، فاجتهدي في تقديم النصح للبنات، وتذكري أننا نسأل عن كل ما نكتبه وننطق به من الكلمات وقد أحسن من قال:

وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه

ونحن ننصح بإيقاف الاتصالات حتى يتم وضع الأمور في إطارها الصحيح؛ فيتقدم لأهلك ويتمكن من رؤيتك وتتمكني من رؤيته، ويستطيع أهلك التعرف على أهله وأحواله؛ فإن الرجال أعرف بالرجال.

وأشغلي نفسك بالدعوة والخير، وتوكلي على ربك واسأليه أن يقدر لك الخير، والزمي طريق المتقين فإن الله يتولى الصالحين وييسر أمورهم، كما قال في كتابه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا )) [الطلاق:4]، وأكثري من الدعاء فإنه سبحانه يجيب من دعاه، واعرضي أمرك على والدتك أو عمتك أو خالتك، وشاوري الصالحات من زميلاتك، واستخيري من بيده الخير في أمرك، واعلمي أنه لن يندم من يستخير ويستشير.

ونسأل الله ن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً