الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من القلق والقولون ولا يمكنني زيارة الطبيب، فهل من نصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية وبعمر 21 سنة، أعاني من قلق مزمن واكتئاب مع أفكار سلبية طول الوقت دون سبب! لا أستطيع التركيز في حياتي، وأعاني من هذا الموضوع منذ أيام الثانوية -أي منذ 4 سنوات-.

أحيانًا أحس باضطراب في عقلي عندما أتوتر كثيرًا، شيء يشبه النوبة، والمشكلة عند توقع شيء سلبي يحدث، مع أنني أقول لنفسي: تفاءلوا بالخير تجدوه، ولكن لا يحدث لي أي شيء جيد، حياتي صعبة من بعد القلق، وصرت أعاني من القولون العصبي، كنت أنوي العلاج منذ زمن قبل أن يكبر الموضوع، ولكن لا أحد من أهلي يسمعني، وفكرت في الذهاب إلى الدكتور دون أهلي، لكن الأمر صعب.

أرجو التركيز في حياتي ولا أستطيع، كنت أرغب في تناول باروكستين دون استشارة الطبيب، وخفت لأنني أعاني من نوبات القلق، وعندها أرغب في ضرب رأسي بأي شيء؛ لأنني لا أستطيع السيطرة على الأفكار السلبية، تعبت كثيرًا ولا أحد يسمعني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mariam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

كما تفضلت فإنه لديك قلق مزمن، وأحيانًا القلق النفسي يكون جزءًا من البناء الشخصي لشخصية الإنسان، فالقلق قد يكون سمة من سمات الشخصية، وطبعًا بصفة عامة القلق من المفترض أن يكون طاقة إيجابية؛ لأن الإنسان الذي لا يقلق لا ينجح في حياته، لكن القلق قد يتكاثف وقد يحتقن، والنفس لها محابسها، حين لا تُتفح تحتقن النفس كما تحتقن الأنف.

محابس النفس هذه يتم فتحها –أيها الفاضلة الكريمة– من خلال تنظيم الوقت، تنظيم الوقت مهم جدًّا، وأول خطوة في تنظيم الوقت هي تجنب السهر والنوم الليلي المبكّر، هذا فيه فائدة وفيه خير كثير، وفيه منفعة عظيمة جدًّا، فابدئي بهذه الخطوة، والإنسان حين ينام مبكّرًا يستيقظ مبكّرًا، يؤدي صلاة الفجر، وينطلق في الحياة.

من الأشياء الطيبة جدًّا: يمكنك أن تذاكري بعض المواد الدراسية في فترة الصباح، هنا تكون وظّفت القلق من قلق سلبي لتجعليه قلقًا إيجابيًا، ومارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفُّس المتدرجة مفيدة جدًّا، حتى وإن لم تتمكني أن تذهبي إلى الطبيب النفسي فتوجد برامج جيدة وفاعلة وممتازة على اليوتيوب، يمكنك الاستعانة بها.

طبعًا حُسن إدارة الوقت يطلب أن تكون لك أنشطة نهارية، تشاركي في أعمال المنزل، تتواصلي مع صديقاتك، تؤدي الصلوات في وقتها، ويكون لك تطلُّعات، وتكون لك آمال إيجابية، هذا مهمٌّ جدًّا.

من الضروري أن تعرفي أن الله تعالى قد حباك بطاقات كثيرة، طاقات نفسية وجسدية وفكرية ومهاراتية، فهذه يجب أن توظف للخير لك ولغيرك، ودائمًا حين تأتيك فكرة سلبية انظري إلى ما هو إيجابي مقابلها، والإنسان يجب أن يجتهد ليتخلص من الفكر السلبي والمشاعر السلبية، ويجب أن تكون أفعاله إيجابية.

بهذه الطريقة ترتقي الصحة النفسية، ويتحول القلق السلبي إلى قلق إيجابي، وأنا لا أعتقد أنه لديك درجة اكتئاب مزعجة، هو مجرد عُسر في المزاج مرتبط بالقلق، ولا أريدك أن تُوصمي نفسك بأنك مكتئبة، هذا في حد ذاته يُشكّل مشكلة كبيرة جدًّا، تشخيصك هو القلق الاكتئابي من الدرجة البسيطة.

إذًا هذه هي النصائح العامة التي أودُّ أن أنصحك إيَّاها، وبالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أن تناول عقار (ديانكسيت) -دواء بسيط جدًّا– سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، تناوليه بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين، بعد ذلك أوقفي عن تناوله، ولا أعتقد أنك سوف تحتاجين لدواء آخر، ليس هنالك حاجة للـ (زيروكسات) وهو الـ (باروكستين)، هو دواء قوي، ودواء يُستعمل لحالات شديدة عن حالتك هذه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً