الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل القلق يسبب الأمراض العضوية كأمراض القلب والسرطان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي للدكتور/ محمد عبد العليم جزاه الله خيراً.

القلق عادة ما يسبب الانفعال للشخص المصاب به، فهل القلق يسبب الأمراض العضوية للشخص (على المدى البعيد) كأمراض القلب، والضغط والسكري أو يتسبب في السرطانات لا قدر الله؟ لأن معظم المواقع في الإنترنت تشير إلى هذا، وأنا أريد المعلومة الطبية الصحيحة من حضرتكم؛ لأنني أثق فيكم كثيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاشق الهدوء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أخي الفاضل - مجددًّا عبر إسلام ويب، ونشكر لك متابعة تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم - أخي الفاضل - يمكن للقلق أن يُصيب الإنسان ببعض الاضطرابات أو الأمراض العضوية، ليس بشكل مباشر، وإنما لأن القلق يمكن أن يُغيّر نمط حياة الإنسان، كأن يمنعه من الخروج الكثير من المنزل، ومقابلة الناس، وممارسة الرياضة، والنمو والتطور في مهنته أو عمله أو دراسته، كلّ هذا التغيُّر الذي نشأ بسبب القلق يمكن أن يُسبب عند الإنسان بعض الأمور كزيادة الوزن، وتسرُّع القلب، والذي يمكن إن طال الأمر أن يُتعب القلب قليلاً، ويمكن أن يرفع الضغط، لذلك ننصح عادة الذي يُعاني من مرضٍ نفسي أن يُبادر في علاجه؛ لأن العلاقة بين الأمراض النفسية والأمراض العضوية وثيقةٌ جدًّا، بل هناك تخصُّص خاصٌ في الطب النفسي يُسمَّى (الطب البدنفسي) أو (الاضطراب النفسي الجسديّ psychosomatic) أي: (الأمراض العضوية التي أسبابها نفسية، والأمراض النفسية التي أسبابها عضوية)، وهناك أمثلة كثيرة على هذا.

أمَّا أن القلق يُسبِّبُ بعض الأمراض كالسرطان وغيره فلا نظنُّ هذا؛ فالسرطان له أسبابه الأخرى الخاصَّة التي ليس لها علاقة بالقلق.

المهم - أخي الفاضل - في لُبِّ سؤالك أن يحرص الإنسان على صحته النفسية، كما يحرص على صحته البدنية، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال: (تداووا عباد الله، فإنه ما أنزل الله من داءٍ إلَّا وأنزل له دواء، فإذا أصاب الدواء الداء برئ بإذن الله)، فهذا الحديث إنما يُقصد منه كلا الأمراض العضوية والنفسية.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية التامَّة، نفسيًّا وبدنيًّا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً